دعاء رد الدين بعد الكفر والسب أو اللطم مكتوب ومجرب

o

يقع كثيرون طوال الوقت على أفعال محرمة في الإسلام تتفاوت درجات قبحها وإثمها ومنها ما يصل للخروج من الملة كسب الدين مثلا، ويبحث هؤلاء عن دعاء رد الدين بعد الكفر؛ رغبة في التوبة وإظهارا للندم عما اقترفوه، ويشيع بين البعض أحكاما خاطئة تتعلق بأمور منهي عنها في الشريعة كاللطم معتقدين أنه في نفس منزلة الفعل الأول، وسنفصل في هذا التقرير تلك المسألة كما تحدث فيها علماء الأمة مستدلين بالنصوص القرآنية والنبوية، ونقدم لكم مجموعة أدعية مكتوبة ومجربة عسى الله أن يغفر ويعفو برحمته عن كل من وقع في تلك الأخطاء.

أجمع فقهاء الأمة باختلاف مذاهبهم وأزمنتهم على أن من يتلفظ بالسب تجاه ديانة الإسلام أو المسلمين يعد كافرا، إلا أنهم منعوا أن يطلق العامة الحكم على من سب دين مسلم بعينه، معللين ذلك باحتمالية أن يكون مقصده تدين الطرف الآخر، فيخرجه هذا من دائرة الحكم الأساسي ولا يعفيه من الإثم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبدالله ابن مسعود "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".

اقرأ أيضا: حكم خدمة المرأة لزوجها ولأهل زوجها بالتفصيل

وعلى من أقدم على هذا الفعل التوبة إلى الله تعالى وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويصلي ويصوم ويأتي بالفروض فهذا إثبات لإسلامه، وهنا يأتي دور الدعاء طلبا للغفران من الله تعالى وتضرعا له بعد الطعن بالقول في دينه الذي أنزله للبشرية جمعاء، فيستحب أن يطيل سجوده في صلاته ويتقرب بالنوافل ويررد فيها أدعية كتبناها لكم كالتالي:

• "يا رب قد أذنبت فاغفر ذلتي لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك ردني إلى دينك مردا جميلا وثبت قلبي عليه ولا تمتني إلا على كلمة التوحيد".
• "اللهم كما أنعمت عليّ بالإسلام فاجعله نورا لي وسراجا منيرا وأعني على شر نفسي وشر الشيطان وارزقني إيمانا يملأ القلب ومحبة لدينك تورث الجنة وتقربنا إليها".
• "اللهم كما فطرتنا على الإسلام أنر حياتنا بالإيمان واجعل ألسنتنا عطرة بالقرآن وفي الآخرة مستقرنا الجنان".
• "أسألك التوبة يا مجيب فتب عليّ وتقبل الدعاء أعلم أني أخطأت وأنت مطلع على ما في نفسي فأصلحها وآتها تقواها والثبات على دينك".

وأشرنا في البداية إلى الخطأ المتداول حول تكفير من قامت بلطم الخدود، وصححت دار الإفتاء المصرية هذا المفهوم، مؤكدة أن هذا الفعل لا يخرج عن كونه إثم للإتيان بمنهي عنه ولا يعني استبعاد صاحبه من الملة، حيث أنه ينافي الصورة التي يجب أن يكون عليها المسلم الراضي بقضاء الله المؤمن بقدره، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية".

اقرأ أيضا: حكم تنظيف الحواجب وتهذيب الشعر الزائد ومعنى النمص

ويكفي المرء إن أخطأ وأتى بفعل اللطم أن يتوب إلى الله ويذعن لحكمة قضاءه التي ربما لا يعلمه هو، ولكن يعلم أن واجبه التسليم لأمر الله، ويتضرع لله في دعائه في كل وقت وأثناء صلاته، وينوي ألا يعود لهذا مرة أخرى، فيكفيه أن يقول دعاء سيد الاستغفار، أو يردد: "اللهم رضّني بقضائك وقنعني بعطائك، وألهمني شكر نعمتك، واجعلني من أوليائك فإنك الولي الحميد، واغفر لي فيما مضى، وارزقني الرضا فيما هو آت".

وللمسلم أن يعظّم أمر الدين في نفسه فهو أدعى ألا يتجرأ على سبه بالقول أو فعل ما قد يخرجه منه، فهو لا يعلم متى تُقبض روحه، ولا يأمن إن كانت ساعة وفاته هي اللاحقة لإتيانه بما يخره عن الملة، وليعلم كل ذي عقل أن اللسان أكثر ما يوقع العبد في الذلات إن كان طليقا في قول ما لا يرضي الله عز وجل.

ولما كانت طبيعة البشر الخطأ والإذناب وعهد الله إلينا أن يغفر للعبد ما دام يستغفره يجب أن يراقب المسلم أفعاله في كل وقت ولا يستصغر من الذنوب شيئا، فكلما أتي بمنكر ولو كان قولا يحسبه هينا فليستغفر الله ويعلن توبته ويتقرب إليه بالنوافل، ولا سيما إن كان الفعل مما يلزمه أن يرجع إلى الدين وعليه أن يكثر الدعاء.

وبعد أن تنطق بالشهادة توضأ وصل بخشوع داعيا الله بالمغفرة والقبول، ومن الممكن أن تقول: "إلهي أعلم أن دينك الحق ونبينا محمد هو المرسل برسالتك، ذلّ لساني ولا يجرني منك إلاك فاقبلني ولا تردني، وأعني على إتمام أركانه واتباع أوامره واجتناب نواهيه، وأقم كلمته في الدنيا كلها واهد به الضالين".

o