حكم النسيان في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة

o

نستعرض لكم في هذا الموضوع حكم النسيان في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وهل يكون صوم المسلم باطلا إذا أكل أو شرب ناسيا وهل تؤثر كمية الأكل أو الشرب في صحة الصيام من عدمه.

إن صيام عشر ذي الحجة من أفضل الأعمال التي يمكن للعبد أن يتقرب بها إلى الله عز وجل لأن هذه الأيام الأعمال الصالحة فيها أحب إلى الله من أيام أيام أخرى.

ويستحب في هذه الأيام أن يصوم المسلم 9 أيام من شهر ذي الحجة وأن يكثر من التكبير والتحميد والتلهليل والتسبيح وذكر الله بشكل دائم في كل وقت وفي كل مكان.

اقرأ أيضا: فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة

يتعرض كثير من المسلمين الذين يصومون الأيام الأولى من شهر ذي الحجة وهي الفترة من 1 ذي الحجة وحتى 9 ذي الحجة للنسيان أحيانا والأكل أو الشرب أثناء الصيام.

وقد يساور البعض شك أنه إذا أكل أو شرب ناسيا أثناء الصيام في العشر الأوائل من ذي الحجة فإن صيامه باطل وغير صحيح.

لكن الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أوضحت الحكم الشرعي في هذا الأمر حتى يعرف الجميع أحكام صيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.

اقرأ أيضا: أدعية العشر من ذي الحجة وأفضل دعاء يوم عرفة

قالت الدكتورة فتحية الحنفي إن 3 من الأئمة وهم الإمام أبو حنفية والإمام الشافعي والإمامة أحمد ابن حنبل قالوا أن من شرب أو أكل ناسيا في صيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة لا يبطل صومه وصومه صحيح.

وأكدت "الحنفي" أن الحكم يشمل الأكل الكثير أو القليل بشرط |أن يكون على غير عمد أو عن طريق النسيان، موضحة أن الأئمة قالوا إن ما ينطبق على صيام الفرض في رمضان ينطبق على صيام النافلة في غير رمضان مثل صوم عشر ذي الحجة.

ولقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث يبين حكم من أكل أو شرب ناسيا وهو صائم، وهو حديث رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه حين قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:

• "مَن أكل ناسيًا وهو صائمٌ فليُتمَّ صومَه، فإِنما أطعمه الله وسقاه".

• لفظ آخر: "مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فليُتِمَّ صومَه، فَإِنَّما أَطْعَمَهُ الله وَسَقَاهُ".

واعتبرت الدكتورة فتحية الحنفي أن الحديث ينطبق على صيام الفريضة وصيام التطوع سواء في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة أو في غير هذه الأيام.

كما استشهدت أيضا بقول الله سبحانه وتعالى:

• "وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"

اقرأ أيضا: أفضل ذكر يحبه الله

وأشارت إلى أن الله سبحانه وتعالى يحاسب على الأعمال المتعمدة التي يفعلها الشخص بإرادته وليست الأعمال التي تكون عن طريق الخطأ أو النسيان.

وذكرت حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: "إِنَّ الله وَضَعَ عن أُمَّتِي الخَطَأَ والنِّسيانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ".

o