حكم التبول واقفا.. هل يجوز البول قائما وما الدليل؟

o

يراود كثيرون تساؤل حول حكم التبول واقفا، والذي قد يعرض للمسلم عند قضاء الحاجة أو حينما يسمع بعض فتاوى العلماء مفادها تحريم هذا الأمر.

الحمد لله تعالى وحده والصلاة والسلام عن نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه، وبعد فإن دين الإسلام لم يترك شيئا إلا فصل فيه لئلا يكون لأحد عذر في إتيان فعل حرام، ومن هذا أحكام الطهارة وكذا كيفية التطهر للرجال والنساء لأنها يبنى عليها صحة العديد من العبادات.

ضمن تلك المسائل العديدة نجد الرد على سؤال "هل يجوز أن يبول الإنسان واقفا؟"، ويبين مستجاب حكم الشرع الحنيف في ذلك.

حكم التبول واقفا ابن عثيمين

اختصر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الإجابة على هذا السؤال حول حكم قضاء الرجل حاجته قائما بالقول إنه جائز ولا حرج به بشرطين، الأول أن يأمن الشخص من التلوث بالبول والشرط الثاني أن يأمن من ناظر ينظر إليه أي يطبق الاستتار.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما وعلى ذلك ليس البول قائما محرما كما يفهمه كثير من العامة.

ويقول الشيخ إن من العجائب أن العامة ينكرون إنكارا بالغا أن يبول الإنسان قائما ولكنه يهون عليهم أن يبول الإنسان والناس ينظرون إلى عورته ولهذا تجدهم لا يهتمون بهذا الأمر اهتماما كبيرا.

والذي ينبغي للإنسان أن يستتر عن الأعين حتى ببدنه أما بعورته التي يحرم ظهورا فيجب علينا أن نحرص على أن يكون موضع العورة مستور، فإذا كان المرء يبول في صحراء فإن الأفضل أن يبعد حتى يتوارى عن الناس وهذا من الآداب الشرعية.

وأضاف أنه ثبت عن النبي من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي قال لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا.

حكم التبول واقفا عند المالكية

الشيخ سعيد الكملي فصل حكم البول واقفا على المذاهب الفقهية الأربعة في تلك المسألة قائلا إن فيه اختلاف، والرأي الأول يرى أنه لا بأس إذا تبول الشخص حال كان واقف وهذا مذهب الحنابلة.

أما الشافعية والحنابلة فعلى أنه مكروه، والدليل ما رواه الترمذي والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: "من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائما لا تصدقه، ما بال قائماً منذ أنزل عليه القرآن".

وأوضح أن حكم التبول واقفا للرجال على هذا مستند إلى مبلغ علمها رضي الله عنها وأرضاها وقد علم غيرها ما لم تعلمه هي من شأن النبي والدليل حديث حذيفة المذكور سلفا.

المالكية لهم تفصيل للمسألة فقد قسموا نوع الأرض التي يتبول عليها وحكم كل صنف، وقالوا إنها إما أن تكون صلبة وإما أن تكون رخوة وإذا كانت صلبة إما أن تكون طاهرة أو نجسة وإذا كانت رخوة فإحدى كلاهما كذلك.

الحكم إذا كانت الأرض صلبة طاهرة ينبغي البول من الجلوس لأنه إذا تبول في هكذا وضعية أي حاله جالسا لا ينجس شيئا من الملابس التي يرتديها، ولا يرتد عليه شيء من بوله، لأن العكس قد يتسبب في ارتداد الكثير من قطرات رذاذ البول وهو من النجاسة التي تفسد صلاة العبد.

أما إذا كانت طاهرة رخوة فما من حرج في كلاهما إن شاء بال واقفاً أو قاعدا، فالتبول عليها لن يسبب نثر البول.

وإذا كانت الأرض نجسة رخوة فإنه يتعين عليه البول من وضع الوقوف لضمان  عدم تنجس ثوبه أثناء التبول، وإذا كانت الأرض نجسة صلبة فليس للرجل أن يبول فيها أصلا.

jpg
31 KB
17
اغلاق

حكم التبول واقفا دار الإفتاء

دار الإفتاء المصرية ردت على سؤال عن أضرار التبول واقفا من الناحية الشرعية ورد إليها من أم تخاف على ابنها بسبب أنه يتبول على هذا الحال أي قائمًا مما سمعت عنه بخصوص عذاب التبول واقفا الذي يقول بوجوده البعض.

جاء الجواب على موقع الدار بالاختلاف أيضا، واستشهد أولا بحديث أم المؤمنين عائشة، وتلاه حديث حيفة الذي روي في صحيح مسلم، وعلق عليه بأن فيه قولان أولهما أنه دليل على أنه يجوز، ثانيهما أن فعلة المصطفى عليه وعلى آله وصحبه السلام كان من باب الاستشفاء لوجع أحس به الصادق المصدوق بمأبطه.

ونقلت الدار عن الإمام الشافعي روايته عن العرب أنهم كانوا يستشفون بآلام الجسم التي تكون في الصلب بالبول وقوفا، وأن فعلة النبي عليه الصلاة والسلام ما كانت إلا اضطرارا لظروف المكان لأن السباطة أي ملقى الكناسة كان مرتفعا.

كما نقلت عن ابن القيم الجوزيه رحمه الله حديثا ذكره الترمذي عن عمر بن الخطاب قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم أبول قائما فقال: "يا عمر لا تبل قائما"، وهو ضعيف.

خلاصة الفتوى أنه لا جواز مطلق أو وجوب في حالات بعينها وإنما يكره التبول واقفا ولكنه ليس حرام، وداعي الكراهة الخوف من التلوث بالبول واطلاع الغير على العورة.

إذا الأسئلة التي يرددها الرجال كثيرا بشأن هل يجوز التبول واقفا أم لا؟ جوابها القاطع نعم بشرط أن أي شخص إذا أراد فعل ذلك فليحرص على نظافة بدنه والثوب الذي يرتديه من باب ضمان استمرار الطهارة ليتمكن من أداء الفروض.

o



  • الزيارات : 13435
  • المشاهدات : 9648

i