الغارمون نوعان ما هما؟ الإجابة باختصار وباستفاضة

الإسلام زرع بين المسلمين حب بعضهم البعض، وقد يقع المسلم في ضيق العيش ويحتاج لمن يساعده، خصوصا الغارمون وهم أنواع، لذلك سوف نجيب عن سؤال: الغارمون نوعان فما هما، وهل يحق لهم الزكاة أم لا؟.

الغارمون جمع غارم، والشخص الغارم هو الشخص الذي عليه ديون للغير سواء اقترض هذا المال لنفسه أو لمصلحة الغير.

ولقد حث الإسلام على مساعدة هذا النوع من الناس لأن الله يريدنا متحابين نعطف على الفقراء والمساكين والمؤلفة قلوبهم.

ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى الغارمون في القرآن الكريم ضمن الأشخاص الذين تجب لهم الزكاة حين قال في كتابه العزيز:

"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".

اقرأ أيضا: مجالات الوسطية والاعتدال في الإسلام

ينقسم الغارمون إلى أكثر من نوع أتو بالتحديد نوعان أساسيين وهما:

• النوع الأول: غارم لنفسه

• النوع الثاني: غارم لمصلحة الغير أو غارم لمصلحة المجتمع

ذات صلة: هل الملائكة تسجد لآدم سجود عباده؟ وما تفسير السجود الذي أمرهم به الله؟

الغارم لنفسه هو الذي يكون عليه دين بسب اقتراض مال لمسكن أو ملبس أو طعام أو شراب.

ويكون هذا الشخص عليه الدين بعد أن طلب المال من الناس لشراء حاجته الأساسية في الحياة.

ذات صلة: قال النبي فسددوا وقاربوا معنى سددوا

والغارم لمصلحة الغير هو من يستدين لكي يصلح بين الناس أو يسد الدين عن شخص آخر أو يحل مشكلة ما في المجتمع.

والله تعالى ذكر في كتابه العزيز الغارمين وذلك في قوله تعالى: "والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل".

اقرأ أيضا: شرح حديث إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه

أجاز الله سبحانه وتعالى أن يعطي المسلم من ماله ما يسد به دين الغارمين سواء كان الغارم لنفسه أو الغارم لمصلحة المجتمع لأننا كما قلنا أنهما قسمين أو نوعان هما الغارم لنفسه والغارم لمصلحة المجتمع.

وبذلك فإن المسلم يعطى من الزكاة بمقدار ما غرم الغارم أو ما استدان نفسه به، سواء كانت الديون شيكات أو الكفالة أو نقدية.

ويشترط لإعطاء الزكاة للغارم لنفسه أن يكون في حاجة حقيقية لسد الديم وهو لا يقدر على سد الدين، أما إذا كان الغارم غنيا لا يعطى شيئا من الزكاة.

كما يشترط أن يكون الغارم قد استدان في شيء مباح لتوفير حاجات الحياة الأساسية.

الغارمون نوعان ما هما؟ جاءت إجابة هذا السؤال في موقع إسلام ويب بنفس الإجابة التي وضحناها في الأعلى.

ونصت فتوى موقع إسلام ويب: "الغارمون هم من يكون عليهم دين، والغارم نوعان هما الغارم لنفسه سواء دين سكن أو زواج أو كسوة أو نفقة أو مرض ونحو ذلك، والغارم لمصلحة الغير أو لإصلاح ذات البين".

وهناك دليل من سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم على هذين النوعين من الغارمين، فقال في الحديث الشريف: "يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فخلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من ماله فخلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش، أو قال: سداد من عيش، ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة، فخلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش، أو قال: سداد من عيش".

اقرأ أيضا: زكاة المال على شهادات الاستثمار هل تجب؟ وكيفية حسابها

قال الله تعالى: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها و المؤلفة قلوبهم و ﻓﻲ الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من اللَّهِ والله عليم حكيم".

في هذه الآية أصناف من لهم حق الزكاة وعلى الرغم أن الآية لم تحدد الغارمون نوعان ما هما إلا أن العلماء استدلوا من الأحاديث وسنة النبي أن الغارمون نوعان فما كان استدان لنفسه فهو غارم لنفسه ومن استدان لغيره فهو غارم لمصلحة الغير، وتكون للغارم الزكاة بمقدار ما غرم.

إن ﺍﻟﻐﺎﺭﻤﻴﻥ وضعوا ضمن مصارف للزكاة الثمانية لأنهم في أشد الحاجة إلى المال وأداء الزكاة لهم ركن من أركان الإسلام، والغارمون يجب أن يكونوا غير قادرين على سد دينهم وأما لو كانوا قادرين لا تجب لهم الزكاة في هذه الحالة.

وأخيرا لقد أجبنا لكم عن سؤال: الغارمون نوعان ما هما ووضحنا أقسامهم والغارم نوعان هما لنفسه ولمصلحة المجتمع، وقولنا يعطى من الزكاة بمقدار ما غرم.