- الرئيسية
- إسلاميات
- فتاوى وأحكام
- حكم الاحتفال بالكريمساس.. هل هو حرام في رأي كل المذاهب؟
حكم الاحتفال بالكريمساس.. هل هو حرام في رأي كل المذاهب؟
- سالم محمود
- Dec 15,2021
- 0 تعليق
قبيل نهاية كل عام ميلادي يتجدد الجدل الناتج حول تضارب الفتاوى بشأن حكم الاحتفال بالكريسماس، فبعض العلماء المعاصرين والمؤسسات الدينية تبيحه، وفقهاء آخرين يستندون إلى أدلة وآراء أهل العلم المتقدمين يجزمون بحرمته، فهل يجوز الاحتفال بعيد الكريسمس أم هو حرام؟
ويفصل موقع مستجاب الإجابة على سؤال هل يجوز الاحتفال بالكريسماس؟، بالأدلة الشرعية لكل رأي.
الفرق بين الكريسماس ورأس السنة الميلادية
بداية نوضح أن هناك فارق كبير بين الكريسماس ورأس السنة الميلادية، فالأول عند المسيحيين عيد ديني، فهم في الخامس والعشرين من ديسمبر كل سنة يحتفلون بميلاد نبي الله عيسى عليه السلام.
ولا إجماع بين كافة طوائف الديانة المسيحية على موعد الاحتفال بأعياد الكريسماس، فالأرثوذكس دون غيرهم يحيون تلك المناسبة في شهر يناير.
والمقصود بالاحتفال بالكريسماس محل السؤال عن الاحتفال بأعياد الكريسماس في الغرب ومظاهر الاحتفالات التي انتقلت إلى مجتمعات إسلامية كثيرة ما يكون من احتفال بمولد نبي الله عيسى عليه السلام، وتحديدا في 25 ديسمبر.
ومن المظاهر التي نراها في كل بلدان العالم حتى المسلمة منها مؤخرا ارتداء ملابس تعبر عن شخصية معروفة باسم "بابا نويل"، وتزيين البيوت والشوارع بتلك الشجرة المزينة بالأنوار وكذلك منازلهم بالبالونات وخلافه.
أما الاحتفال برأس السنة الميلادية فهو ليس بأمر ديني، بل تقليد مستحدث بمناسبة بداية العام الجديد، وفيه تكون الحفلات، ويتم إحياؤه رسميا حتى في احتفالات من جانب الدول.
حكم الاحتفال بالكريمساس دار الإفتاء
لدار الإفتاء المصرية رأي ثابت في حكم الاحتفال بعيد الميلاد، حيث إجابة هكذا سؤال على لسان شيوخها وعلى موقعها الرسمي على الإنترنت أنه جائز.
الفتوى تضمنت توضيحا مفاده أن المسلمين يؤمنون بكل أنبياء الله تعالى ورسله، فلا فارق بينهم جميعا، ولا مانع من إظهار الفرح في أيام ولادتهم؛ لأن بفعلهم هذا يتوجهون بالشكر لله سبحانه وتعالى على واحدة من أكبر النعم على البشرية، مشيرة إلى قوله عز وجل في سورة مريم عن سيدنا عيسى "وسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا".
واستدلوا في حكم احتفال المسلمين في وقت الكريسماس بالإباحة بفعل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في يوم مولد موسى وسن صيام عاشوراء وقوله "أنا أحق بموسى منهم"، وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، ليس بيني وبينه نبي".
ذات صلة: حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم مع الدليل حتى لا تتشتت
حكم الاحتفال بالكريسماس الأزهر الشريف
ولخصت المؤسسة الدينية الأكبر في مصر والعالم الإسلامي مسألة حكم الاحتفال بعيد الكريسمس في أمر التهنئة، من خلال بيان رسمي لمركز الإفتاء في الأزهر.
ويقول الأزهر إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم ومنه حكم تهنئة النصارى بعيد الكريسماس جائز، ويتوافق ومقاصد الدين الإسلامي، ويبرز جوانب السماحة والوسطية فيه.
وتعد تلك الفتوى تهنئة المسيحيين بأعيادهم من الإحسان والبر، وهي أمور أمرنا الله تعالى بها مع أهل الكتاب لقوله جل وعلى في سورة الممتحنة "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين".
هل يجوز للمسلم الاحتفال بالكريسماس؟
موقع الفتاوى والأحكام الشرعية إسلام ويب يجمع بين حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية معا.
وساق الموقع في فتوى عن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية والكريسماس ما قاله ابن القيم رحمه الله: التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، بل ذلك أعظم إثما عند الله، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
ويستدل الشيخ ابن باز رحمه الله على حرمة الاحتفال بقول النبي عليه وآله وصحبه الصلاة والسلام: "من تشبه بقوم فهو منهم"، وهو نهي صريح عن التشبه بالكفار، قائلا إنه لا يجوز للمسلمين مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفار بدين الله في أعيادهم.
هل الاحتفال بالكريماس شرك أو كفر؟
آراء أهل العلم الذين يذهبون إلى تحريم الاحتفال بهكذا مناسبات مثل رأس السنة أو ميلاد المسيح الذي يسمى الكريسمس لم تصف المخالف بالكفر أو الشرك، ولكنها أكدت عظم إثم الإتيان بهذا الفعل، فهو جالب لمقت وسخط الله.
ودليلهم على هذا ما ورد عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، أن قال: إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم.
ويحذر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "اقتضاء الصراط المستقيم" المسلم من المشاركة في الاحتفال، مشيرا أن نهي عمر رضي الله عنه عن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم ينبهنا أن مشاركتهم في فعل بعض أفعالهم وما هو من مقتضيات دينهم أعظم. وتلك المشاركة مثالها تبادل الهدايا ومعه توزيع الحلوى ونحو ذلك.
- الزيارات : 4576
- المشاهدات : 4034