فضائل شهر رجب.. الصحيح في فضله والأعمال المستحبة فيه

تتعدد الأقوال في فضائل شهر رجب، وحينما يهل هلاله في كل سنة نجد الناس على فريقين، فهناك من يتناقلون عن فضل الصيام وغيره من الأعمال فيه مقرونة بأحاديث منسوبة للنبي، وأكثر أهل العلم على أنه ما لشهر رجب من فضائل ليس على تلك الصورة العالقة في الأذهان.

والمعروف أن رجب شهر الله من الأشهر الحرم، ويبين مستجاب درجة تلك الأحاديث التي تتحدث عن فضائل شهر رجب، وأشهرها ما جاء فيه أن من صام فيه كان له من الأجر كذا وكذا، أو أن لأول ليلة فيه من الفضل كذا وكذا.

هل لشهر رجب فضل؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فيما يتعلق برجب هو شهر من الشهور الحرم، هذا أبرز خصائصه، بل هذا الذي ثبت فيه ولم يثبت غيره فهو فقط شهر حرام، وهذه أهم فضائل شهر رجب.

وشهر رجب هو الشهر السابع من السنة الهجرية والله سبحانه وتعالى قسم الأشهر إلى قسمين، فقال عز وجل في كتابه الكريم: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم".

والأربعة الحرم هي رجب وذي القعدة وذي الحجة ومحرم، ومعنى حرم أن لها من المنزلة والمكانة والحرمة ما خصها الله به، والله يخلق ما يشاء ويختار، فهو تبارك وتعالى اختص هذه الأشهر بتلك المنزلة.

في بداية شهر رجب من كل عام يثار الجدل حول فضائل الشهر، فهل له من المزايا في العمل ما يخصه دونا عن باقي الأشهر؟ الجواب أن ليس فيه صلاة خاصة، ولم يشرع فيه صيام خاص، أو عبادة خاصة تميزه عن غيره.

وأهم ما كتب في فضائل شهر رجب تلك الرسالة للحافظ بن حجر رحمه الله بعنوان "تبيين العجب في فضائل رجب"، وأوائل ما كتب في الكتاب أنه لم يثبت في رجب شيء من الفضائل، لا في صيامه ولا في صيام أيام منه، ولا في قيامه ولا قيام ليال منه معينة.

وعلى هذا تواترت كلمة العلماء من الأئمة والأعلام الذين يسطرون عن السنة المطهرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل شهر رجب، وكل فضيلة أخرى يقال بها غير هذا غير ثابتة ولم يرد فيها نص صحيح، كأن يقول البعض بفضل العمرة في رجب، وهي فيه كأي شهر غيره.

ذات صلة: أدعية شهر رجب اليومية مكتوبة داوم عليها بأوقات الاستجابة

من فضائل شهر رجب

وفضل شهر رجب غير معدوم بالقول السابق، فكونه من الأشهر الحرم ضمن أشهر السنة الهجرية يجعل فيه من الفضل والخير الكثير، فهي التي أمرنا الحق تعالى ألا نظلم فيه أنفسنا.

إذا الصحيح في فضل شهر رجب أن شهر رجب من الأشهر الحرم، ويجري عليه ما يجري الثلاثة أشهر الأخرى.

وإن كان لنا وقفة مع شهر رجب المبارك وما يعد حقيقة من أهم فضائل شهر رجب فلأنه الشهر الذي من أحسن غراس الخير فيه أينع بإذن الله في رمضان، فإن أحد أسباب فتور الكثير في رمضان، وسيرهم مع القيام حتى اليوم الخامس والسادس ثم يصيبهم ضعف في الإيمان، ويفرطون في الصلاة والصيام، التفريط في شهر رجب.

اقرأ أيضا: صيام رجب.. حكمه وهل له فضل عن غيره؟

إن رجب هو مفتاح رمضان، وجعل الله هذا الشهر الذي يعقبه شهر السقاية شعبان هو الذي تضع فيه بذرة التقوى وحب العبادة، فتنبت في شعبان، ثم تحصد ثمارها في رمضان.

إذا أردت أن تستفيد في رمضان فأحسن الغراس في رجب وأسقه في شعبان، صحابة رسولنا عليه وآله وصحبه الصلاة وأتم السلام كانوا يستعدون لرمضان من شهر رجب.

وما يقال في فضل صيام شهر رجب بأيام مخصوصة فيه غير ثابت، ولم يرد في فضل شهر رجب وصيامه أو صيام شيء، ولكن ورد في الأشهر الحرم ككل.

ففي سنن أبو داود حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صم من الحرم واترك"، ولأن شهر رجب من الشهور الحرم يدخل تحت حكم هذا الحديث، وكذلك سنة صوم الإثنين والخميس من كل أسبوع وثلاثة أيام من كل شهر.



فضل شهر رجب والأعمال المستحبة فيه

شهر رجب أحد الشهور الأربعة الحرم وأول عمل ألا تظلم نفسك فهو شهر حرام يعظم فيه الآثان، ولا صلاة خاصة فيه أو ما يدعى صلاة الرغائب، وليس فيه من العبادات والأعمال إلا أن تنقي قلبك، وأن تقبل إلى ربك، وأن تحسن في عبادته، وأن تبتعد عن الحرام، واعلم أن ذنوب رجب تطفئ جذوة الإيمان في رمضان.

قياس ذلك أن الأكثر خشوعا في الصلاة هو الذي استعد لها قبل دخول الوقت فتوضأ وأحسن الوضوء ولبس أحسن ثوبه ثم مشى إليها وأتى خاشعا وسمى واستعاذ وبكر وصلى على ميامن الصفوف ثم صلى الركعتين فصلى خاشعا، أما الذي أتى متأخرا وهرول وما قام للصلاة إلا لما سمع تكبيرة الإحرام فهذا مستوى الخشوع في قلبه ناقص.

والعمل الثاني في رجب بعد أن تنظف قلبك من حشائش الشيطان أن تبتعد عن الكبائر، فتب إلى الرحمن واستعن به على الترك لئلا تصل إلى رمضان منهكا بالمعاصي.

قد يهمك: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان رسائل بالصور وصحة حديثه



  • الزيارات : 4675
  • المشاهدات : 4385

i