حكم صلاة التراويح وهل يجوز تركها أو صلاتها في البيت؟

يسأل مسلمون عن حكم صلاة التراويح وهي الصلاة تصلى في شهر رمضان بعد صلاة العشاء، فهي عبادة موسمية لا تكون إلا في الشهر الكريم، لذا يحرص المسلمون على اغتنام فضلها، وكونها ليست من الفروض اليومية هناك العديد من الأحكام الشرعية التي يحتاج كل مسلم لمعرفتها.

ويستعرض موقع مستجاب حكم الشرع الحنيف في صلاة التراويح في رمضان بعد صلاة العشاء بصورة عامة على مذاهب الفقه، وحكم أدائها في البيت بالنسبة للرجال والنساء، وهل يمكن أن تصليها منفردا؟

حكم صلاة التراويح

أولا نوضح أن حكم صلاة التراويح والقيام واحد؛ لأن هناك من يفرق بينهما، والصحيح أن أي صلاة تؤدى بعد العشاء من صلاة الليل، وإنما سميت تراويح لأنهم كانوا يراوحون بين أقدامهم من شدة التعب لطولها، والفرق الوحيد أن التراويح تسمى به الصلاة التي تكون بعد العشاء فقط.

والحكم الشرعي أن صلاة التراويح سنة مؤكدة، واستدل أهل العلم على هذا بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته أناس، ثم صلى في القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: "قد رأيتُ الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم".

حكم صلاة التراويح عند المالكية

رأي الجمهور في حكم صلاة التراويح في رمضان أنها سنة مؤكدة، وذهب المالكية إلى أنها مندوبة، والمندوب هو ما أمر الشرع به دون إلزام، فيثاب فاعله ولا يأثم تاركه.

ذات صلة: دعاء قيام الليل مكتوب وفضل الصلاة في جوف الليل وقصص استجابة الدعاء

هل يجوز صلاة التراويح في البيت منفردا؟

فيما يخص حكم صلاة التراويح في البيت يقول الشيخ صالح المغماسي في إجابته على هذا السؤال إن صلاة التراويح من جنس صلاة الليل المرغب فيها في رمضان، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

وعن مكان أداء صلاة التراويح يكون بحسب القدرة، إن صليتها في البيت فعلت خيرا، وإن صليتها في المسجد فعلت خيرا.

فإن عجزت عن الصلاة في المسجد فلا أقل من أن تصلي ولو ثلاث ركعات شفعا ووترا في ليلك، فإن عجزت على الاستيقاظ ما بعد صلاة العشاء لظروف عمل أو غيره نم لأنه يجوز تأخير صلاة التراويح، وقم في آخر الليل قبل السحور فصل 7 ركعات أو 5 ركعات أو 3 ركعات، ثم صل الفجر في جماعة، وبهذا تدخل في قول النبي في الحديث.

قد يهمك: دعاء القنوت في رمضان مكتوب وأفضل الأدعية الواردة عن النبي

حكم صلاة التراويح في المسجد جماعة

صلاة المسلمين للتراويح في المساجد ضمن الجماعة مستحب، فقد جاء عن الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام في مسند الإمام أحمد وعند أبي داود، من حديث أبي الدرداء، قال عليه الصلاة والسلام: "من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة".

بعض الناس يقول إنه لا يجد خشوعا تاما في المسجد، أو الإمام يخفف الصلاة تخفيفا يذهب الخشوع، وفي هذه الحالة لا حرج من التواجد والصلاة بالبيت.

وهذا قد جاء عن جماعة من السلف، فقد ورد عن عبدالله ابن عمر أنه كان يصلي صلاة الليل في بيته ولا يصلي مع الجماعة.

ويسأل البعض ما حكم من يصلي التراويح في البيت، وكما بينا إجابة سؤال عدد كبير من الناس فإن حكمها الجواز، بل يكون أفضل إذا رأيت أن في هذا منفعة الإتيان بصلاة القيام على وجهها الأكمل.

تعلم أيضا: دعاء الثناء على الله قبل الدعاء والصلاة على النبي من الكتاب والسنة

حكم صلاة التراويح للنساء

فضيلة قيام الليل من حيث الأصل يستوي فيها الرجال والنساء، وحديث المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه "من قام رمضان إيمان واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" لفظه يفيد العموم، فكل من حقق هذه الفضيلة فإنه يدرك ما رتب عليها الهادي البشير من الأجر.

ويتحقق قيام رمضان بأن يصلي من الليل ما يسر الله تعالى له، وهذا يختلف باختلاف الناس، ومن الطرق التي يدرك ها الإنسان هذه الفضيلة أن يشهد مع الأئمة صلاة التراويح حتى ينصرفوا وهذا يشمل الرجال والنساء.

إذا نفهم من هذا أن إدراك الفضيلة يستوي في الرجل والمرأة، ومن حيث صلاة المرأة في المسجد مأذون لها، ولكنها ليست مأمورة به.

ومع جواز صلاة المرأة للتراويح في المسجد ينبغي لها حين تخرج إلى المسجد أن تكون على حال تحقق به معنى العبودية لله، فتسلم من التبرج في الملبس والمشية والروائح، فغير هذا ينقص من الأجر، ويجعلها أقرب من دائرة الإثم إلى دائرة الطاعة والإحسان.

حكم صلاة التراويح خلف المذياع أو البث

حكم الصلاة سواء صلاة التراويح أو غيرها خلف المذياع أو التلفزيون واحدة، وكل هذا معناه أن المسلم حين أداء الصلاة لا يكون خلف الإمام.

والأصل أن مقتضى الاقتداء أي ما يلزم المقتدي وراء إمامه أن يكون بينهما صلة، وهذه الصلة إما أن تكون أي يرى الإمام أو يرى من يرى الإمام، أو يسمع الإمام أو يسمع من يسمع الإمام، ويضمهم حيز واحد متقارب، والمكان الواحد هو المسجد وساحات المسجد.

ويشمل هذا الشوارع الملاصقة للمسجد والبيوت التي تراه إن كان المسجد فاض بالمصلين، ولهذا كانت الفتوى بجواز صلاة من في الأبراج المطلة على المسجد الحرام مع أئمته.

والخلاف فيمن يصلي وراء إمام وهو ليس في المسجد أقصى ما أجيز فيه أن يكون بين المصلي والمسجد نهر وهو يراه، لكن حكم صلاة التراويح خلف تلفاز أو إذاعة أو غيره لا تجوز.

حكم ترك صلاة التراويح

لمن يسأل ما حكم من ترك صلاة التراويح يجب أن نرجع إلى حكم صلاة التراويح في أصلها، فقد بينّا أنها سنة على مذهب جمهور أهل العلم.

وحتى إن ترك العبد صلاة التراويح في رمضان متعمدا فلا نقول أنه وقع في الحرام أو يعاقب.

ومع هذا يجب على كل منا أن يتجنب الخسران، ويستغل هذا الموسم الكريم ولا يفرط في صلاة التراويح في رمضان والخير الكثير فيها.




  • الزيارات : 2464
  • المشاهدات : 2327

i