من أول من سل سيفه في سبيل الله وما قصته؟

شهد صدر الإسلام تضحيات كبيرة ممن دخلوا في دين الله، فبذلوا أنفسهم فداء نشر الدعوة والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لواحد من الصحابة رضوان اللهم عليهم السبق في سل سيفه في سبيل الله.

ومن المعلوم أن بداية دعوة الإسلام كانت سرية ولم يؤذن لرسول الله أن يعلنها إلا بعد فترة طويلة، وكان المسلمون لقلة عددهم مستضعفين في مكة من أهل قريش، فلم تكن هناك مساحة لأي صدام مع المشركين، ولكن حدوث موقف استدعى أن يشهر أحد الصحابة سيفه ليكون أول من فعل هذا في الإسلام.

ويجيب موقع مستجاب على سؤال من أول من سل سيفه في سبيل الله، وقصة هذه الواقعة، وبعض من مناقب هذا الصحاببي الجليل.

أول من سل سيفه في سبيل الله

يعد أول من سل سيفه في سبيل الله الزبير بين العوام، وله من المناقب ما لا يعد ولا يحصى، فهو حواري النبي عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام، وهو ابن عمة رسول الله صفية رضي الله عنه وعنها.

يروي عروة بن الزبير فيما أخرجه الإمام البيهقي رحمه الله، يقول عروة: أسلم الزبير رضي الله عنه وهو ابن ثمان سنين على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي يوم من الأيام نفحت نفحة من نفحات الشيطان وأشيع خبر في مكة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ.

فخرج الزبير رضي الله عنه مغضبا يحمل سيفه سالا له، مع أنه في مكة وفي مرحلة الاستضعاف والتنكيل في مكة، ولكن حبه لرسول الله كان أكبر من هذا.

فخرج سالا سيفه حتى يخرج إلى الجبل فيلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأله: "ما بك يا زبير؟"، فيقول: يا رسول الله لقد أخبرت أنك قد أخذت وإني والله خرجت بسيفي هذا حتى أضرب به من أخذك.

وكان عمر الزبير حينها 12 سنة، يسل سيفه يريد ضرب من أخذ رسول الله به، فكان الإيمان في قلبه طودا شامخا عظيما.

ذات صلة: من هو أول من وضع التاريخ الهجري وما هي قصته؟

والزبير بين العوام من السابقين الأولين الذين قال الله عز وجل فيه: "رضي الله عنهم ورضوا عنه"، وهو من البدريين أي شهد غزوة بدر، وقد قال فيهم الرسول "وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا آل بدر ما شئتم فإني قد غفرت لكم".

ومن مناقب الزبير أنه من أهل بيعة الرضوان، وهو رضي الله عنه وأرضاه من السابقين، فقد حمل راية الإسلام منذ نعومة أظفاره.




  • الزيارات : 3013
  • المشاهدات : 2776

i