حكم حلق شعر الجسم للرجال للصدر والساقين والبقية والمناطق الممنوعة

يعلق في أذهان الكثيرين أن حكم حلق شعر الجسم للرجال أنه لا يجوز مطلقا، فلا ينبغي للرجل أن يأخذ من الشعر المتواجد في أي منطقة بجسده، أسوة بعدم جواز الحلق لشعر اللحية على رأي جمهور العلماء.

ويحصل أن يجد الشخص المسلم نفسه قد خلق بمواصفات وراثية وجسدية تعزز نمو الشعر في جسده أكثر من المعتاد بين أقرانه، وقد يسبب له حرجا حتى، كما أن الأطباء قد يطلبون من مريض إزالة الشعر من مكان بعينه لاتخاذ إجراء طبي، أو احترازا لعدم الإصابة بمرض ما، فهل هناك اختلاف في الحكم الشرعي بين تلك الحالات؟

ويجيب موقع مستجاب على كافة الأسئلة المتعلقة بمسألة حكم إزالة الشعر من الجسم للرجل، وبيان إن كان هناك اختلاف بين المناطق في الجسد مثل الصدر والساقين والظهر وخلافه.

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الهادي الأمين وبعد.

علماء الفقه على أن شعور الجسم في الشرع أنواع، وهي تحديدا ثلاثة أقسام، وأولها شعر جاء الأمر بحلقه في خصال الفطرة، كما جاء في حديث أنس رضي الله عنه، حين قال وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما لا نزيد عليها، وعدد من فطرة المسلم نتف الإبط، وحلق العانة، وتقليم الأظافر، ومن المنهي عنه كذلك الحاجبين لأنه من النمص.

والنوع الثاني شعور جاء النهي عن حلقها كاللحية، فيحرم بإجماع أهل العلم، ولا يوجد من السلف أو الخلف أحد يفتي بحلقها، ولكن بعض العلماء على أنه يجوز الأخذ من اللحية مقدار ما شط منها، أي ما نبت وزاد طوله بشكل لا يحسن.

النوع الثالث هي الشعور المسكوت عنها، مثل الشعر في الخد، أو بين الحاجبين على رأي اللجنة الدائمة بهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والتي اختارت أنه ليس نمصا إلا أن يكون من باب التشبه بالنساء، وكذا شعر صدر الرجل وساقيه وظهره وغير ذلك.

ومن هذا نستنتج أن حكم حلاقة شعر الجسم للرجال في الشريعة الإسلامية مباح، ما دام قد ابتعد الرجل عن أجزاء معينة نهت السنة عنها، وما عدا ذلك من مناطق يترك الأمر لصاحبه يفعل ما يشاء، سواء أكان من الساعدين أو البطن والصدر، أو القدمين والساقين.

ذات صلة: حكم إزالة الشعر بين الحاجبين للرجل والمرأة.. الرأي الراجح

أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في رده على سؤال ورد للدار ونصه "هل يجوز حلق شعر الصدر؟" قال إن حلاقة شعر الصدر لا يحرم؛ لأن شعر جسم الرجل المحرم حلقه فقط هو اللحية والحواجب، وما دام الصدر فيما عداهما فلا حرج إن شاء الله تعالى.

قد يهمك: حكم لبس الأساور للرجال الفضة والحديد والجلد والقماش والطبية

الساق مثل الصدر ولهما نفس الحكم، ولن يختلف الجواب على هذا السؤال عن سابقه؛ لأنه لما لم يوجد أمر بالامتناع على حلقه فيعني هذا أنه لا مانع منه.

ويلحق بالساق كل الأماكن الأخرى غير المنهي عنها، حتى لا نطنب في الحديث فنرد على الساق تارة والكتف تارة وهكذا.

يخص كثيرون بالسؤال هذه المنطقة تحديدا، ظنا أن في هذا الفعل شيء خاطئ، كما أن الشارع والعرف على أنه ليس للرجل أن يعمد إلى إزالة الشعر من هذا المكان.

والحقيقة أن هذا المكان أولى من غيره في سائر البدن؛ وهذا لأن الكثير من الدراسات الطبية أثبتت أن كثرة تواجد الشعر حول الدبر قد يؤدي إلى ضرر كبير بالإصابة بأمراض مثل الناسور.

الشيخ محمد العريفي أوجز الإجابة عن سؤال الشعر المحرم حلقه بالقول إنه يشمل اللحية والحواجب، ودليل الأول حديث ابن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين".

أما دليل الثاني فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن ‏الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ‏تعالى".