أساليب قريش في مواجهة الدعوة بالتفصيل وأمثلة على كل أسلوب

تعددت أساليب قريش لمواجهة الدعوة الإسلامية أول ما أمر الله عز وجل الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلنها ويظهرها لكل الناس، واندرجت كلها تحت الترغيب والترهيب.

وقد واجه نبي الله عليه الصلاة والسلام الكثير من الأذى من قريش في بادئ ظهور الإسلام، وذلك لأن أهل قريش ممن لم يؤمنوا وخاصة سادتها لم يريدوا التخلي عن الامتيازات التي كانوا يحصلون عليها من تواجدهم وأصنامهم بجوار الكعبة، فضلا عن حمية الجاهلية التي جعلتهم يصرون على عنادهم وعدم ترك ما كان يعبد آبائهم.

ويفصل موقع مستجاب أساليب قريش في مواجهة الدعوة الإسلامية، وعلى رأسها السخرية والاستهزاء واضطهاد أتباعه صلى الله عليه وسلم وتعذيبهم.

• محاولة التأثير على أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم: جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا فانهه عنا، فلما أتاهم قال: إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانته عن أذاهم فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره إلى السماء فقال: "ترون هذه الشمس؟" قالوا: نعم، قال: "فما أنا بأقدر أن أدع ذلك منكم على أن تشتعلوا منها بشعلة"، فقال أبو طالب: والله ما كذب ابن أخي قط فارجعوا.

• السخرية والاستهزاء: وصل الأمر إلى أنهم كانوا لا يسمون النبي باسمه، ولكن الله سبحانه وتعالى كفاه هؤلاء، وقد قال الله جل في علاه: "إنا كفيناك المستهزئين" سورة الحجر الآية 95.

• إلقاء الاتهامات الباطلة: رمى المشركين محمدا عليه وسلم بالكذب، واتهموه بالجنون، قال تعالى: "وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون" سورة القلم الآية 51.

• تشويه الدعوة: بث المشركون دعايات كاذبة حول دين الإسلام، فقالوا عن القرآن الكريم أساطير تعلمها من الناس، وقال الله تعالى عن هذا "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا" سورة الفرقان الآية 5.

• الاعتداء على النبي صلى الله عليه وسلم: حاول المشركون إيذاء النبي صلوات الله وسلامه عليه، فحينما كان يصلي حاول أبو جهل إيذاءه فلم يستطع الاقتراب منه وتراجع وقال إن بيني وبيه خندقا من نار، وروى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا".

• اضطهاد أتباعه صلى الله عليه وسلم وفتنتهم: تعرض بعض أتباع النبي للاضطهاد والتعذيب، ومنهم الصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه، حيث كان أمية بن خلف يلقي به في رمضاء مكة وقت الظهيرة، ويضع الحجر الكبير على صدره، أما مصعب بن عمير لقى من أمه أشد التعذيب فاكنت تكبله بالحديد وتمنعه الطعام.

• الترغيب في السلطة: بعد ازدياد عدد الداخلين في الإسلام، وخصوصا بعد إسلام حمزة بن عبدالمطلب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حاول المشركون مساومة الرسول فعرضوا عليه الرئاسة والمال والزواج، كما عرضوا عليه أن يعبدوا إلهه يوما وإلاههم يوما.

• المقاطعة والحصار: بعد فشل المشركين عزموا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم، فاتفق بنو عبدالمطلب وبنو هاشم مسلمهم وكافرهم عدا أبي لهب على حماية الرسول، وعند ذلك قامت قريش في السنة السابعة من البعثة بمقاطعة بني هاشم وبني عبدالمطلب في الزواج والتجارة.

ذات قريش: ذكر الله تعالى في سورة قريش نعمتين عظيمتين امتن الله بهما عليهم وهي