حكم تعليق شيء من القرآن الكريم.. هل يجوز؟ وهل هو من التمائم؟

حكم تعليق شيء من القرآن يشغل بال كثير من المسلمين، فنجد في بعض البيوت آيات معلقة ضمن إطار على الجدران، كما يحب البعض أن يعلقوه في أجسادهم مثل الآيات على سلسلة.

والقرآن الكريم هو معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ودستور المسلمين والكتاب الذي فيه هدى الإنسان الذي تعهد ربنا سبحانه وتعالى بحفظه.

وهناك مسألتين موضوع حديثنا، الأولى بشأن حكم تعليق شيء من القران على الحوائط، والثانية تعليقه كتميمة؛ لأن كل منهما مختلف عن الآخر.

ويجيب موقع مستجاب على سؤال هل يجوز تعليق شيء من القرآن أم لا يجوز؟ وهل هو من الشرك؟ بتفصيل الآراء والأدلة من الكتاب والسنة.

حكم تعليق آيات قرآنية على الحائط

في فتوى للشيخ عثمان الخميس عند سؤاله عن الحكم الشرعي لتعليق آيات من القرآن الكريم في جنبات البيت قال إن القرآن الكريم ما نزل ليعلق ويتبرك به، يقول الله سبحانه وتعالى: "كتاب أنزلنا إليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكر أولو الألباب" سورة ص الآية 29.

فأنزل الحق تبارك وتعالى القرآن ليتدبر الناس آياته وليعملوا به فيه، وينتهوا عما نهى عنه، وليتحاكموا إليه، أما أن يكون للتعليق في السيارة أو المنزل وغيرهما، خاصة في أماكن قد يقع فيها المعاصي، مثل الغرفة التي يجتمع فيها أهل البيت ويضعون فيها تلفاز، أو تقع فيها الغيبة أثناء الحديث ونحوه.

ويعدّ بعض العلماء هذا الفعل من الإهانة للقرآن الكريم، فالأصل أنه لا يجوز تعليق القرآن في مكان قد تقع فيه معصية، ولا بأس به في مكان متقرر أنه لا يقترن بمعصية، والأولى تركه.

والخلاصة أن حكم تعليق شيء من القرآن سورة يس وهي الأشهر أو غيرها فيه خلاف، فالبعض ذهب إلى جوازه إن كان للذكرى والقراءة، والبعض الآخر منعه من باب الحفظ للقرآن.

ذات صلة: ما حكم قراءة القرآن بدون وضوء من المصحف والجوال

حكم تعليق شيئ من القرآن جائز أم لا يجوز أم شرك أكبر؟

اختلف الفقهاء في حكم تعليق شيء من القرآن لدفع البلاء ودفع الحسد والسحر ونحوه، فذهب بعضهم إلى أنه يجوز تعليق التمائم من القرآن وأسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته، وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية وفي رواية عند أحمد.

وفي رواية أخرى عند أحمد وقال به ابن مسعود وابن عباس لا يجوز تعليق شيء من التمائم، وهو القول الرائح، وعندهم التمائم والحجب والمعلقات التي يعلقها الناس على أنفسهم مما جاء النهي عنه، وبيان خطورته في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الرقى والتمائم والتّولة شرك"، وجاء عنه عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه عبدالله بن عكيم قال: "من تعلق تميمة فلا أتم الله له".

وهذا يدل على أن الإنسان ينبغي أن يعلق قلبه بالله عز وجل، وألا يتعلق بمكتوبات أو معلقات، فالذي يأتي بالحسنات هو الله، والذي يدفع السيئات والمكروهات هو الله، ويرون أن الحديث لم يستثني شيئا، فيجب الأخذ بالعموم فلا يجوز شيء من التمائم أصلا، لا قرآن أو أدعية أو غيره.

ولم يشر الرسول عليه وآله الصلاة والسلام على أحد من أصحابه رضوان الله عليهم أن يعلق شيئا ليدفع ضرا أو يجلب نفعا، والحديث الأول دليل على أنه شرك، فمن اعتقد أن هذه التمائم تدفع عنه العيب وتجلب له الحظ والسعد فإنه وقع في الشرك.

هل يجوز تعليق سور القرآن في غرفة النوم؟

الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله لما سُأل في تلك المسألة قال: نعم لا شيء في تعليق القرآن على جدران حجرة النوم، إن كان فقط بقصد التذكرة وقراءتها وما فيها من الخير، أما إن كان بسبب مظنة أنها تدفع الجن أو نحوه فهذا لا يجوز.




  • الزيارات : 2556
  • المشاهدات : 2559

i