صلاة ركعتان في شهر رجب.. حديث مشهور عن كيفيتها وهذا حكمها ومدى صحته

ينقل على لسان أصحاب المؤلفات في أعمال شهر رجب أن فضل صلاة ركعتين في رجب بطريقة مخصوصة عظيم، لدرجة أنه يعادل ستين حج وستين عمرة.

وتتضمن أخبار بعض السابقين الكثير في فضائل شهر رجب أغلبها تتعلق بالصلاة، مثل صلاة الرغائب، وصلاة النصف من رجب، وصلاة ليلة الإسراء والمعراج، وجميعها بكيفيات مختلفة عن الصلوات المفروضة والنافلة.

ومع بداية شهر رجب من كل سنة هجرية يتواصى المسلمون فيما بينهم بالأعمال الصالحة وفقا لما يتداول بكثرة من نصوص أحاديث عن الأعمال المستحبة في هذا الشهر، ومن هذا صلاة ركعتين في شهر رجب.

ويبين موقع مستجاب نص الحديث المشهور عن صلاة ركعتين من شهر رجب المتضمن كيفية أداء تلك الصلاة، ومدى صحته وحكمها.

حديث ركعتين في شهر رجب المزعوم

ينقل هذا النص مما ذكره عبد الرحمان بن محمد بن علي الحلواني في كتاب التحفة مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: "من صلى في رجب ستين ركعة في كل ليلة منه ركعتين ، يقرأ في كل ركعة منهما فاتحة الكتاب مرة، وقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات، وقل هو الله أحد مرة. فإذا سلم منهما رفع يديه وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وإليه المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، النبي الأمي وآله. ويمسح بيديه وجهه، فإن الله سبحانه يستجيب الدعاء ويعطي ثواب ستين حجة وستين عمرة".

والقائلين إن من صلى ركعتين في شهر رجب ينال هذا الثواب الكبير بناء على النص الذي يروج له أنه حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، يشرحون أنه يشرع في كل ليلة من شهر رجب، وخصوصا أول ليلة من رجب أن يصلي المسلم ركعتين، بحيث يقرأ في الركعة الأولى الحمد مرة وسورة الكافرون ثلاث مرات، وفي الثانية بعد الفاتحة سورة الصمد مرة واحدة، فإذا سلّم يرفع يديه إلى السماء ويقول الدعاء الذي تقدم، ثم يمرر يده على وجهه، ويقال أن من فعل ذلك استجاب الله دعاءه وأعطاه أجر ستين حجة وعمرة، وله أن يصلى في هذا الشهر ستين ركعة، يصلى منها في كل ليلة ركعتين.

ما صحة صلاة ركعيتن في شهر رجب

لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ينقل عن صحابته رضوان الله عليهم أداء ركعتان تصليان في شهر رجب، وأن هناك حديث لفضلها، هذا أولا.

ذات صلة: ما هي أيام الصيام في شهر رجب؟ عددها والمستحب منها

ثانيا فإن هناك تباين كبير بين الروايات في الأقوال التي تصنف على أنها أحاديث في فضل صلاة ركعتين في ليالي شهر رجب، ومنها مثلا عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "من صلى ليلة من ليالي رجب عشر ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ثلاث مرات، غفر الله تبارك وتعالى له كل ذنب عمل وسلف له من ذنوبه، وكتب الله تبارك وتعالى له بكل ركعة عبادة ستين سنة، وأعطاه الله تعالى بكل سورة قصرا من لؤلؤة في الجنة، وكتب الله تعالى له من الأجر كمن صام وصلى وحج واعتمر".

وهناك عن من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة، وفي صلاة ليلة أول جمعة من رجب، وكلها من الأحاديث الموضوعة بناء على تحقيق الحافظ بن حجر فيها.

ويحكم العلماء على ما يقال في صلاة الركعتين في شهر رجب والأعمال الأخرى أن نصوصها تدل على أنها مكذوبة، فالثواب المترتب عليها لا يتناسب مع حقيقتها، والأماكن والأوقات التي في الصلاة والصيام فيها فضل عن غيرها واردة بالنصوص الشرعية الصحيحة.

ويزيد على ذلك أنه لا خصوصية لشهر رجب إلا أنه من الأشهر الحرم، ولم يثبت أن فيه صيام أو صلاة مخصوصة.

قد يهمك: فضائل شهر رجب.. الصحيح في فضله والأعمال المستحبة فيه

حكم صلاة ركعتين في شهر رجب

من أراد أن يصلي ركعتين في أي ليلة أو يوم من رجب تطوعا فلا شيء عليه، ما دام لم يؤديها بالطريقة المذكورة في تلك البدع، وبدون اعتقاد أن فضلها كما يذكر هؤلاء، فعليه أن يخلص النية لله والأجر عليها من عنده سبحانه وتعالى قد يزيد إلا ما يتصوره العبد، فالله يؤتي من يشاء بغير حساب.

اقرأ أيضا: من يبارك الأحباب بشهر رجب.. نص التهنئة المشهورة ومدى صحة الحديث




  • الزيارات : 27884
  • المشاهدات : 28393

i