- الرئيسية
- إسلاميات
- فتاوى وأحكام
- ما حكم الحلف على المصحف ثم التراجع وماذا تفعل إذا حلفت وأخلفت؟
أحكام فقهية- مستجاب
الأصل أن يحلف الإنسان بالله، لكن ما حكم الحلف على المصحف ثم التراجع وماذا تفعل إذا حلفت وأخلفت؟
إن الحلف على القرآن الكريم يعتبر تغليظاً لليمين وزيادة في توكيده، وأجمعت الأحاديث وأقوال الفقهاء وأهل الإختصاص، أنَّه من حلف بالقرآن، أو باسم من أسماء الله تعالى، أو صفة من صفاته، وأراد الرجوع عن ما حلف عليه، أو ما حلف عنه فعليه أن يكفر عن يمينه.
في هذا التقرير، نجيب عن حكم الحلف بالقرآن الكريم وكيف يكفر الشخص إذا أقسم عليه، وفقًا لما ورد في كتاب الله- عز وجل-، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
ما حكم الحلف على المصحف
توضح دار الإفتاء المصرية أن الحلف على المصحف من الأيمان التي تنعقد شرعا، لأن الحلف يكون على المكتوب في المصحف وهو القرآن.
وتقول إن الحلف بالقرآن تعارفه الناس في معاملاتهم مثل الحلف بالله تعالى، مبينة أن من ذهب إلى ذلك العلامة محمد بن مقاتل الذي قال أن الجمهور أخذ بهذا الرأي.
ما حكم الحلف على المصحف ثم التراجع؟
اتفق الفقهاء على أن من حلف بالقرآن أو باسم من أسماء الله-عز وجل- على شيء ولم يفعله، أو حلف وأراد الرجوع، فلابد أن يكفر عن يمينه هذا بإطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فبصوم ثلاثة أيام، لما في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا حلفت على يمين ورأيت غيرها خيرًا منها، فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير". أخرجه البخاري. ويقول ﷺ: "والله إني -إن شاء الله- لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرًا منها، إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير".
ماذا تفعل إذا حلفت على القران وأخلفت؟
قال الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من حلف بالمصحف على عدم فعل شيء معين، ثم حنث فى يمينه وفعل الشيء الذي حلف بعدم فعله؛ فعليه كفارة يمين.
اقرأ أيضا: هل يجوز قراءة القرآن بدون حجاب أو بملابس مكشوفة من المصحف أو الهاتف
والله بين كفارة اليمين في كتابه العظيم فقال: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89]، الآية في سورة المائدة، هذه كفارة اليمين، إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، يعني: عتق رقبة، فإن عجز ولم يستطع صام ثلاثة أيام.
حكم الحلف على المصحف وقت الغضب
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الحلف على المصحف يمين بالله، وذلك في ردّها على سؤال أحدهم: " ما حكم الحلف على المصحف بترك شيء وكفارة فعل ذلك؟ حيث يفيد السائل: أنه حلف يمينًا على المصحف بعدم دخول منزل جاره الذي هو صهرُه مدى الحياة، ويريد أن يدخل بيتهم؛ فما حكم هذا اليمين وكفارته إذا دخل منزل صهره؟.
وأضافت الإفتاء: "قال صاحب مجمع الأنهر -(1/ 544، ط. دار إحياء التراث العربي)-: [وفي "الفتح": "ولا يخفى أن الحلف بالمصحف الآن متعارف فيكون يمينًا. وقال العيني: لو حلف بالمصحف، أو وضع يده عليه، أو قال: وحق هذا؛ فهو يمين، ولا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه الحلف به] اهـ.
هل يغفر الله لمن الحلف على المصحف؟
وأوضحت في فتواها، أنَّ هذه اليمين من الأيمان المنعقدة التي تجب فيها الكفارة إن حنث الحالف في يمينه، وبما أن الحالف في بره بيمينه، وعدم دخول منزل جاره الذي هو صهره هوان لأقاربه المسلمين، فيفضّل في هذه الحالة الحنث والتكفير عن اليمين على البر؛ قال صاحب المجمع المذكور في -(1/ 541) -: [ومن المنعقدة ما يفضل فيه الحنث على البر؛ كهجران المسلم ونحوه؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، وَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ بِاَلَّذِي هُوَ خَيْرٌ، ثُمَّ لِيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ»] اهـ.
وعلى ذلك: فالأفضل للسائل أن يدخل منزل صهره؛ ثم يكفر بعد ذلك عن يمينه، وكفارة اليمين: هي إطعام عشرة مساكين لكل مسكين كالفطرة؛ أي: ما يجزئ في صدقة الفطر، ويجزئ فيها الإباحة بأن يغذي العشرة مساكين ويعشيهم غداء وعشاء مشبعين، أو كسوتهم؛ أي: كسوة عشرة مساكين؛ فإن عجز عن الإطعام أو الكسوة صام ثلاثة أيام متتابعات. وبهذا عُلِم الجواب على السؤال.
- الزيارات : 676
- المشاهدات : 572