حكم البوفيه المفتوح هل هو حلال أم حرام؟

أحكام فقهية- مستجاب

تقدم الكثير من المطاعم والفنادق خدمة الأكل بنظام البوفيه المفتوح، ولذلك يسأل الكثيرون: ما حكم البوفيه المفتوح، وهل الأكل من البوفيه المفتوح في المطاعم أو الفنادق حلال أم حرام؟

وسوف نفصل في هذا الموضوع تفاصيل أحكام الأكل من البوفيه المفتوح في المطاعم والفنادق حتى يكون القارء على دراية بهذه الأحكام الفقهية استنادا إلى آراء مؤسسات الإفتاء وآراء العلماء المعروفين.

يعتبر نظام البوفيه المفتوح هو تقديم خدمة الطعام بطريقة غير محدودة مقابل مبلغ مالي، وبناء على هذا المبلغ يمكن للمستفيد أن يتناول ما يشاء من كميات الطعام داخل المطعم أو الفندق.

اقرأ أيضا: هل يجوز تمني الموت من كثر الضيق وهل يغضب الله من ذلك؟

ويقدم المطعم أو الفندق في البوفيه المفتوح أصنافا متنوعة من الطعام سواء من المأكولات أو المشروبات أو الفواكه أو الحلويات أو المقبلات، وقد انتشر نظام البوفيه المفتوح في الكثير من المطاعم والفنادق لأنه يعد من أنواع جذب الزبائن.

اختلف العلماء في حكم البوفيه المفتوح، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه.

القول الأول: جواز البوفيه المفتوح

يُجيز بعض العلماء البوفيه المفتوح لعدة أسباب، منها:

•    أن الغرر فيه يسير: فالزبون يعلم بشكل عام كمية الطعام التي سيأكلها، وبالتالي لا يوجد جهالة كبيرة.

•    أن العرف جرى على ذلك: فقد أصبح البوفيه المفتوح منتشراً في جميع أنحاء العالم، وأصبح الناس على علم بنظامه.

•    أن صاحب المطعم راضٍ بذلك: فهو يضع سعراً محدداً للبوفيه المفتوح، ويعلم أن بعض الزبائن قد يأكلون أكثر من غيرهم.

القول الثاني: تحريم البوفيه المفتوح

يُحرم بعض العلماء البوفيه المفتوح لعدة أسباب، منها:

•    أن فيه جهالة: فالزبون لا يعلم كمية الطعام التي سيأكلها، وبالتالي قد يأكل أكثر مما دفع ثمنه.

•    أن فيه غرراً: فصاحب المطعم قد يخفي بعض العيوب في الطعام، أو قد يقدم طعاماً غير جيد.

•    أن فيه إسرافاً: فقد يأكل بعض الزبائن أكثر مما يحتاجون، مما يؤدي إلى إهدار الطعام.

في سؤال ورد عن لدار الإفتاء المصرية عن حكم البوفيه المفتوح أو "الأوبن بوفيه" جاء رد الشيخ محمد وسام مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء المصرية كالتالي:

* يجوز الأكل في البوفيه المفتوح وهو جائز شرعا.

* يجوز للمسلم أن يأكل فيه قدر استطاعته في "الأوبن بوفيه" ولا يأخذ منه طعامًا لمنزله إلا إذا كان النظام يسمح بذلك.

دار الإفتاء الأردنية أيضا تعرضت لهذه الفتوى، وفصلت حكمها على النحو التالي:

والأكل من "البوفيه المفتوح" جائز شرعًا وإنْ كانت هنالك جهالة في كمية الطعام المأكول منه باختلاف الأشخاص؛ لأن الجهالة هنا تصنَّف بأنها جهالة يسيرة، وقد تسامح العلماء بها في البيوع، فقالوا: بصحة البيع مع الجهالة اليسيرة، ولأن الغرر قليل لا يفضي إلى المنازعة وإنما يُضبط بالعرف، خاصة إذا جرت العادة بالتعامل بهذه البيوع، وتسامح صاحب الطعام والزبون كل منهما بما له من حق عند الآخر.

إذا كان السؤال حول الأكل داخل الفندق وفقا للتعليمات، وكانت المأكولات المقدمة في البوفيه مطابقة للأحكام الشرعية ولم تتعارض مع الضوابط الشرعية، فلا يوجد مانع شرعي من تناول الطعام من البوفيه المفتوح في الفندق.

أما إذا كان السؤال حول أخذ الطعام من الفندق إلى المنزل هذا لا يجوز شرعا إذا كان نظام الفندق لا يسمح بذلك، ويعد نوعا من أنواع السرقة.

لكن الشيخ صالح الفوزان اختلف مع هذه الآراء، لأنه يرى أن عدم تحديد الكمية مع تحديد السعر لا يجوز.

وقال: "البيع والشراء يشترط فيه أن يكون المبيع معلوما، والبوفيه المفتوح لا يحدد ما يأكله من الكملية، وبذلك يكون المبيع مجهولا وهذا لا يجوز.

وأخيرا، إن حكم البوفيه المفتوح يعتمد على العوامل المحددة لكل حالة على حدة، ويجب التأكد من مطابقة الأطعمة للأحكام الشرعية والالتزام بالضوابط الشرعية المتعلقة بالأكل والنظافة، ومن الضروري استشارة العلماء المعتبرين والدار الإفتاء المعتمدة للحصول على التوجيه الشرعي المناسب في المسائل الخاصة المتعلقة بهذا الحكم.

ونريد أن نشير إلا أنه يجب أن يكون الطعام في البوفيه المفتوح حلالا، وألا يتضمن أي نوع من أنواع الطعام الجحرام، لأن ذلك له أحكام خاصة يمكن أن نفصلها في موضوع آخر.