هل يجوز النوم على جنابة حتى الصباح؟ الحكم في رمضان وغيره

o

كثير ما ينام الجنب دون غسل بعد الجماع أو الإنزال بوجه عام، ويتساءل هؤلاء هل يجوز النوم على جنابة؟ سواء حتى الصباح أو إلى وقت الفجر، وحكم الجنابة في رمضان دون الاغتسال وإن كانت تبطل الصيام.

ويبين مستجاب الفتوى الصحيحة في كل حالة تناولتها الشريعة الإسلامية مستمدة من السنة النبوية التي أرشدنا بها رسول الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى حكم النوم على جنابة في جواب صريح على صحابته الكرام الذين سألوه عن الأمر.

يجيب الشيخ مصطفى العدوي على هذا السؤال قائلا إن إجماع جمهور علماء الأمة ذهب إلى أنه يصح للشخص الذي جامع أهله أن يتوضأ إذا عجز عن الاغتسال، فتتوضأ وتنام، ولو غُلب المسلم ولا يستطيع أن يتحرك للوضوء فيتيمم لعجزه عن الوضوء، وهذا هو المستحب. في شريعة الإسلام

والدليل على هذا  ما رواه البخاري من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله أيرقد أحدنا وهو جنب؟، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ أحدكم فليرقد وهو جنب".

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها روى البخاري ومسلم أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جُنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة".

وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، أن السيدة عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس الما، حتى يقوم بعد ذلك فيغتسل.

ووافق الشيخ ابن باز الرأي السابق الذي يجيز نوم المسلم حال كان جنابة مع تأخير الغسل إذا توضأ كما فعل نبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، إلا أنه أكد على أهمية الوضوء، فإن نام الإنسان بدون وضوء حتى فذلك مكروه، فإن اغتسل بعد الجماع مباشرة فهو أكمل، وإن نام واغتسل آخر الليل فلا بأس، وعليه فيصح أن يفعل ذلك في الصباح إلا أن هذا سيضيع عليه صلاة الفجر، فالمقصود أنه يشرع للمؤمن إذا فرغ من حاجته أن يتوضأ، يغسل فرجه ويتم وضوء الصلاة ثم ينام.

وفصل  مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، من خلال لجنة الفتوى، الرد على سؤال حول من يؤخر غسله من المسلمين  حتى الصباح ويستسلم للنوم بعد أن يباشر زوجته،  قائلة إن العلماء أجمعوا أنه يجوز للمسلم أن ينام أو يأكل أو يشرب، واستندوا إلى ما رواه أحمد والترمذي، عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للجنب إذا أكل أو شرب أو نام إذا توضأ".

اقرأ أيضا: حكم العادة السرية للمتزوج المسافر

ومن الأمور المتداولة بين العوام من الناس عبر طرق مختلفة، أن النوم على جنابة يورث الفقر، والحقيقة أن أي شيء يجوز للرجل عندما ينزل منه المني إلا مس المصحف والصلاة وغيرها من المحظورات لمن أحدث وأيضا المرأة تسري عليها نفس الأحكام.

الأولى أن يلتزم العبد بالأصل وهو الغسل ويجوز تأخيره لظروف كأن يستشعر الجُنب برودة في الجو أو الرغبة في الراحة، فقد بينا الحكم من أحاديث الرسول، ولا يأثم من يتبع سنته، وعليه فإذا استيقظ المباشر يجب أن يغتسل للتطهر من هذا الحدث الأكبر ليستطيع الصلاة وكذلك قراءة القرآن وأي عمل يستوجب الطهارة.

يقول الشيخ ابن عثيمين أنه لا شيء على من طلع الصبح عليه دون الاغتسال من الجنابة، لأن الدليل على ذلك واضح وهو ما ورد في السنة النبوية المطهرة أن نبينا الكريم كان يصبح جنبا ويصوم.

ولكن الأفضل المبادرة إلى الاغتسال ليكون المسلم على طهارة، فإن لم يمكن شرع له الوضوء لأنه يخفف من الجنابة، وينبغي للإنسان ألا ينام إلا على طهارة إما كاملة بالاغتسال أو جزئية بالوضوء.

قد يهمك: أذكار النوم مكتوبة كاملة وفضلها

السؤال الأخير بشأن حكم النوم على الجنابة خلال شهر رمضان، وهل يصح معه صيام الرجل أو الزوجة؟ الجواب إنه مما لا حرج فيه للحكم المتقدم، وعلى من يجامع ويرغب في البقاء على حاله حتى الصبح، أن يتوضأ قبل النوم على جنابة، ويغتسل إذا قام ليتم الصيام.

jpg

29 KB

10

اغلاق

تحميل

ومع الحالات الشرعية التي بيناها تأمر السنة النبوية أن يتوضأ قبل النوم من جامع زوجته ونام، بالإضافة إلى أنه يكره أن يأوى إلى فراشه دون الوضوء قبل النوم وغسل الذكر، وتجوز أفعال أخرى مثل الأكل والشرب ولا شيء فيها، ووافقت دار الإفتاء ما تقدم.

o