حكم أكل التمساح.. الفصل في هل لحمه يجوز وحلال أم حرام

o

ربما مر عليك أكثر من جواب بشأن حكم أكل التمساح، باعتبار أن تلك المسألة شهدت اختلافا كثيرا حول أكله، فمن العلماء من قال إنه يجوز لأنه من صيد البحر، والبعض الآخر حرم طعامه كونه من أصحاب النياب.

انتشار تمساح البحر كونه أحد الأطعمة الغير معتادة المتوفرة في دول معينة هذه الأيام بالإضافة إلى حيوانات لم يكن من المعتاد أكلها في العالم الإسلامي يدفع البعض للإقدام على تناوله، ولذلك يوضح مستجاب الجواب من أقوال علماء ثقات.

عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان، استعرض مجموعة من الأسئلة تخص تلك المسألة، تفصيلها: التمساح حيوان بري أم بحري؟ وهل ورد في الإسلام ما يدل على تحريم تناول لحوم تلك الفصيلة؟

وأجاب على تساؤلات الناس في مقطع مصور بأن التمساح برمائي يعيش في البر والبحر، مضيفا أن العلماء اختلفوا في حكم أكل التمساح فمن الفقهاء من ذهب إلى حل أكله وقالوا إنه حيوان بحري، والقول الثاني أنه يحرم أكله وهو مذهب الشافعية والحنابلة، مرجحا القول الأخير لأن له نابا إذا فهو من الحيوانات المفترسة.

وتابع: وأما قول من أجاز بأنه حيوان بحري فهذا غير صحيح، وغير مسلم فهو من الحيوانات البرمائية لا البحرية، ثم إنه مستخلف عند كثير من الناس، فيدخل في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع لأنه مفترس.

أما الداعية الشيخ صالح الفوزان وهو عضو  في هيئة كبار العالماء أيضا قال كل ما لا يعيش إلا في الماء فهو من الصيد المقصود، ولا دليل على الاستثناءات شرعا.

وأوضح: هم قالوا إن التمساح والحية لا تؤكل لكن ما في دليل، والله سبحانه وتعالى عمم في قوله "أحل لكم صيد البحر وطعامه" وصيده ما لا يعيش إلا فيه، أما التمساح فإنه يعيش في البر والماء فيغلب عليه جانب الحضر، أما ما لا يعيش إلا في البحار فهو حلال دون استثناء.

jpg

26 KB

15

اغلاق

تحميل

،وللشيخ ابن عثيمين كذلك رأي مماثل في فتوى حول حكم أكل لحم التمساح، حيث يقول كل صيد البحار حلال حيه وميته،  قال ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما صيد البحر ما أخذ حيا وطعامه ما وجد ميتا، إلا أن بعض أهل العلم استثنى التمساح، فإذا كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام نهى عن كل ذي ناب من وحوش البر فإن هذا أيضا محرم.

والرأي الشخصي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله استقاه من الآية الكريمة فقال إن الحل شامل للتمساح وعليه فإن حكم أكله جائز.

يتضح ممنا سقناه بصورة جلية كيف اختلف العلماء في حكم أكل التمساح ، فمنهم من أجاب على السؤال وقال بجواز أكل لحم التمساح استند لعموم آية جواز أكل ما تم اصطياده من الماء، والرأي الثاني الذي يقول بأن التمساح حرام ارتكن إلى كونه من ذوات النياب.

ولفصل اختلاف الأقوال يمكن العودة إلى المذاهب الأربعة، ويتضح منها أن الجمهور ذهبوا إلى أن أكل التمساح حرام، فهو في حكم لحم كل ذي ناب ولا يجوز أكله وهو ما عليه الشافعية والحنفية والحنابلة.

أما مذهب المالكية ووجه عند الشافعية ورواية عند الحنابلة عندما سألوا هل يجوز أكل لحم التمساح أم لا؟ قالوا لا حرمة فيه وهو حلال، ولك في استخلاص الحكم الشرعي أن تتبع من تلك الأقوال أيها شئت إن كنت تريد أكل التمساح أو تركه دفعا للشبهة.

وينبغي على المسلم أن يحرص على سلامته فإن كان يرى أن في صيد التماسيح ضررا فلا يخاطر بحياته ويلقي بنفسه في المهالك وذلك من الواجبات لأن من مقاصد الشريعة حفظ النفس والتمساح من المخلوقات الخطرة التي وهبها الله قوة فتاكة نسأل الله السلامة.

o