نزلت سورة الحجرات في صحابيين.. من هما؟

يسمي أهل علوم القرآن الكريم سورة الحجرات بسورة الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نزلت بعد ما وقع من اثنين من صحابة النبي الحبيب.

وقد اشتملت بداية السورة على عدة توجيهات للتعامل مع النبي عليه وآله الصلاة والسلام، حيث يقول الحق جل في علاه: بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليه"، "يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون".

نزلت سورة الحجرات في أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ونعلم هذا عند معرفة سبب النزول، وله قصة مفادها أنه في أحد الأيام جاء وفد بنو تميم إلى سيدنا رسول الله في المدينة المنورة.

وأثناء تواجدهم قام الصحابيان الجليلان أبو بكر وعمر بتقديم الرأي باختيار أمير عليهم، فأحدهما اختار القعقاع بن معبد والآخر اختار الأقرع بن حابس.

توجه سيدنا أبو بكر بالقول لعمر، فقال له: ما أردت إلا خلافي، فرد عمر: والله ما أردت خلافك.

ارتفعت أصوات الصحابيان بعض الشيء عند رسول الله، فنزل جبريل إلى رسول الله بهذه الآية، وهو أمر ليس للصحابة فقط ولكن للجميع، في حياة النبي وفي مماته وعند مقامه وفي روضته، وحتى في مجلس العلم الذي يتلى فيه حديث النبي.

ذات صلة: حدد التصرفات التي حذرتنا منها الآيات القرآنية في سورة الحجرات

ويدلل على أدب صحابة الرسول معه الأثر الذي يقول أنه بعد نزول هذه الآية أن عمرا رضي الله عنه كان إذا تكلم استفهم منه النبي لانخفاض صوته الشديد.

وفي أحد الأيام كان سيدنا عمر يقف في المسجد النبوي الشريف بعد وفاة الصادق المصدوق، فوجد اثنين وقد ارتفعت وعلت أصواتهما عند مقام النبي، فناداهما وسألهما عن موطنهما واتضح أنهما من أهل الطائف، فقال عمر: والله لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضربا.