حكم الاحتفال بالهالوين للكبار والأطفال وفصل في أصله الديني

انتشرت في عدد من بلاد المسلمين ظاهرة الاحتفال بعيد غربي يعرف باسم عيد الهالوين، وأصبحت تقام له فعاليات خاصة تستمد طبيعتها من بلاد غير إسلامية، ويسأل البعض من الراغبين في المشاركة في مثل تلك الاحتفالات عن الحكم الشرعي في الإسلام.

ويبرر البعض رغبتهم بالمشاركة في الاحتفال بالهالوين بأن له مظاهر فريدة ليست في أي احتفال أو حدث عالمي آخر نابعة من طبيعته، وأنه يدخل السرور على الأطفال على وجه التحديد لارتباط أزياء غريبة به.

ويقود هذا إلى شكوى من بعض الآباء والأمهات بسبب أنه يتم الاحتفال بالهالوين في بعض المؤسسات التعليمية كالمدارس مثلا، وتحدث انقسامات بسبب رغبة الطفل في الاحتفال.

ويبين موقع مستجاب حكم الاحتفال بعيد الهالوين، مع استعراض لماهية الهالووين وسبب الاحتفال به للرجوع إلى أصوله العقدية المسببة للحكم في الإسلام.

جاءت فكرة الاحتفال بالهالوين من طائفة غير مسلمة في بريطانيا، وهو قول شهير بين الأقوال في أصل الهالووين.

وتعتقد تلك الطائفة أنه في ليلة 31 من شهر أكتوبر في كل عام ميلادي تنزل الأرواح الشريرة إلى الأرض لتعود للدنيا؛ ولذا يرتدون الأزياء التنكرية حتى لا يعرفوا ويتجنبوا تلبسها إياهم.

الرواية الأشهر على الإطلاق في أصل الهالويين أن حضارة السيلتك كانت تنظم مهرجانا في هذا اليوم وتقدم فيه القرابين وترتدي تلك الأزياء مع إشعال النار لطرد الأرواح، وهناك رأي يقول إنه عيد وثني.

قبيل نهاية الثلث الأول من القرن الماضي أصبح يقام احتفال الهالوين بشكل أكثر توسعا، حيث استخدم لأغراض تجارية وأنتجت له أفلام لاحقا وسعت من شعبيته فأصبح يحتفل العالم كله تقريبا به، وتزداد فيه مبيعات الملابس المخصصة له والحلوى والقرع.

الاحتفال بالهالوين حرام؛ لأنه من الاحتفال بأعياد المشركين، وهو ما لم يجزه أي من أهل العلم المعتبرين، والدليل ما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خالفوا المشركين".

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منا فهو رد".

وقد حذرنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه من التشبه بالمشركين، فقد ورد في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون شبرا بشبر وذراعا بذراع، فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ قال: ومن الناس إلا أولئك".

ذات صلة: حكم الاحتفال بالكريسماس.. هل هو حرام في رأي كل المذاهب؟

ولخص الموقع الإسلامي الشهير فتواه في حكم الاحتفال بالهالوين للمسلمين بأنه لا يجوز لأي مسلم أن سحتفل بأعياد المشركين، ولا أن يفعل في يوم من أيامهم تلك ما لا يفعله في أيامه العادية، ولا يأثم إن لم يكن يقصد التشبه بهم.

وينصح بالترويح بما هو حلال، فقد أبدل الله المسلمين أيام المشركين تلك بعيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى، يشرع للمسلمين فيهما كل ما من شأنه أن يدخل عليهم السرور، ما دام في إطار الحلال المباح.

يفتي أهل العلم بأنه لا يجوز كذلك أن يشتري المسلم لابنه زي يخالف المعتاد في هذا اليوم تحديدا؛ لأن مجرد ارتداء تلك الملابس دليل على مشاركته في هذا العيد، حتى من دون الموافقة في الجانب العقدي الذي هو أصله.

ورأى القاضي أبو المحاسن الحسن بن منصور الحنفي، في مرقاة المفاتيح أن من يشتري فيه شيء لم يكن يشتريه في غيره، أو من يهدي فيه هدية لغيره، تعظيما لهذا اليوم كما يعظمه أهل الكفر فقد كفر، أما من أراد التنزه والتنعم ونحوهما فهو ليس بكفر، ولكنه مكروه كراهة التشبه بالكفرة.