حكم تربية الحمام وهل لا تقبل شهادة مربيه؟

تنتشر في كثير من الدول الإسلامية في وطننا العربي بشكل خاص ظاهرة تربية الحمام، ويكثر السؤال حول الحكم الشرعي في تربيته، خاصة أن البعض ينقل أحكاما تقول إنه يؤدي لعدم قبول شهادة مربيه.

والحمام من أنواع الطيور الحل أكلها، ويستغرب البعض  كيف يقال أنها حرام في حين أنه في هذه الحالة يجب أن يوجد من يربيها ليبيعها الناس.

ويفصل موقع مستجاب الآراء في حكم تربية الحمام، سواء بغرض التجارة أو التسلية، وهل لا تقبل شهادة مربي الحمام؟ وهل تربية الرجل حمام من خوارم مروءة؟

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد. تربية الحمام جاء النهي عنه في بعض الأخبار، ولكن لا يثبت منها أو في تحريمه شيء، وهو كسائر ما يربيه الإنسان من الطيور أو من غير ذلك من البهائم والأصل فيه هو الحل، وقال بهذا الشيخ ابن باز رحمه الله.

والذي يربي الحمام يشغله أكثر من إشغال غيره، ثم أيضا من جهة النفع فهو فيه قليل، والمردود يختلف عن بهيمة الأنعام مثلا، فإن المطعوم فيها قليل والنفع بريشها وصوفها ليس كغيرها فهي يغلب استنزافه مال المسلم وهوه به، فهي إذا من جملة اللهو، فإذا كان يشغله عن طاعة فهو مكروه، وإن كان يشغله عن واجب فهو محرم.

ولمن يسأل هل يجوز تربية الحمام في المنزل أم لا، فليقس هذا على نفسه فإن كانت تربية الحمام أو غيره من الحيوانات والطيوم سبب يلهيه عن ذكر الله وعبادته فليأخذ بالكراهة، ومن تلهيه عن فرض أو واجب فحرام عليه.

ذات صلة: حكم تربية الهامستر.. حلال أم حرام؟ وهل هو من الفئران؟

اعتبر بعض أهل العلم تربية طيور الحمام من خوارم المروءة، وذلك بسبب أنها من الملهيات، ولأنه يعرف عن بعضهم أنهم يصعدون الأسطح فيكشفون بيوت الناس، وعادتهم أنه إذا حطت حمامة عند أحدهم ليست له أن يأخذها، ولكن إن كان أحد لا يقوم بهذه الأمور فيحسب أنه على صلاح ولا شيء في الأخذ بشهادته.

واعلم أن العلماء على أن خوارم المروءة تختلف من زمن إلى زمن ومن حال إلى حال، وما اعتبر منها فالأولى بالإنسان أن ينصرف إلى ما هو خير منها وما ينفعه، وإن كانت المسألة في الكسب منها فالأبواب المشروعة للكسب في الإسلام كثيرة.

قد يهمك: حكم تربية الكلاب في المنزل للحراسة والصيد والتسلية

من الأسئلة المرتبطة بذلك الحكم: هل تربية الحمام تجلب الفقر؟، وكذا هل الحمام يجلب الرزق؟، والأصل في الدين أنه لا تشريع ولا فضل أو عكسه لشيء إلا بنص.

والعلماء على أن هذا الشيء من التفاؤل بأشياء والتفاؤل بأخرى وهو من الجاهلية، إذ لم يرد ما ينص على أن الحمام من أسباب الفقر أو جلب الرزق.

الشيخ محمد بن صالح العثيمين في الجواب على سؤال وجه له بشأن إن كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فيه: "يا أبا عمير ما فعل النغير" دليل على جواز تربية طائر الحمام أم لا، أفتى في حكم تربية الحمام شرعا.

وقال إن تربية العاصفير والحمام في مكان لا يحرم فيه صيدها لا بأس به، أما في مكان يحرم فيه مثل مكة فلا، ولكن هناك شروط وهي أن يلاحظها صاحبها، فلا يتركها تموت عطشا أو جوعا أو بردا أو حرا.

وأشار إلى الحديث الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام: "دخلت النار امرأة في هرة حبستها، لا هي أطعمتها لا تركتها تأكل من خشاش الأرض"، أما إهمال الطيور فهذا حرام ولا يجوز.

الشيخ صالح الفوزان أجاب على هذين السؤالين، فقال إن تربية الحمام في العموم أمر مباح، ومما أحل الله سبحانه وتعالى، وهذا فيمن يربيه للأكل أو للتجارة.

وقال إن الممنوع هو تربية الحمام بغرض اللعب واللهو به، وهذا هو من تجرح شهادته بتربية الحمام، وليس كل من يربي حماما، وهذا المعتمد في مسألة قبول الشهادة ممن يربي الحمام.