- الرئيسية
- إسلاميات
- فتاوى وأحكام
- حكم قراءة الأبراج ولو للتسلية بدون تصديق أو معرفة الشخصيات
حكم قراءة الأبراج ولو للتسلية بدون تصديق أو معرفة الشخصيات
يتعرض المسلمون بصورة يوميا إلى نتاج ما يعرف باسم علم الأبراج الفلكية، والغالب فيه التنبؤ بالحظ لكل أصحاب برج معين، ويسألون ما حكم قراءة الأبراج.
ويقول المتخصصون في الأبراج أنهم يمكنهم من خلال هذا التصنيف يمكنهم تحديد السمات الشخصية لكل إنسان بحسب تاريخ ميلاده، والأبراج الأخرى التي تتوافق معه ويمكنه التفاعل معها بسهولة والعكس، بالإضافة إلى استقراء المستقبل فيما يعرف باسم حظك اليوم.
ويبين موقع مستجاب الحكم الشرعي لقراءة الأبراج في الدين الإسلامي عموما، وحكم قرائتها مع عدم التصديق بها، أو على سبيل التلية واللعب.
هل قراءة الأبراج حرام أم حلال؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.
لمن سأل عن حكم قراءة الابراج في الاسلام فإن المتقرر عند العلماء أنه لا يعلم الغيب المطلق عند الله تعالى، فهو من خصائصه عز وجل، فلا يعلم الغيب المطلق لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح، فضلا عن السحرة والكهّان والمشعوذين والعرافين والدجاجلة.
يقول الله جل وعلا في القرآن الكريم: "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا" سورة الجن الآية 26، ويقول جل في علاه "قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون" سورة النمل الآية 65، ويقول عز من قائل "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين" سورة الأنعام الآية 59.
كما يقول ربنا تبارك وتعالى "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير" سورة لقمان الآية 34، وفي الحديث الصحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولا يعلم الغيب إلا الله".
وهذا أي إفراد الله تعالى بعلم الغيب بإجماع أهل السنة والجماعة، فمن زعم أن أحدا من المخلوقين يعلم شيئا من الغيب المطلق فقد اتخذه شريكا مع الله عز وجل وكفر.
وبناء على ذلك فما يكتبه الكهّان في زوايا بعض الصحف والمجلات وعلى المواقع الإلكترونية مما سيكون للإنسان في مستقبل زمانه من شقاوة أو سعادة بحسب برجه الذي ولد فيه هذا كله من الكهانة والدجل والخرافة والشعوذة التي لا لا يجوز للمسلم أن يصدقهم في ذلك.
ومع معرفة أن قراءة الأبراج في الإسلام حرام، عليك أن تعلم أنه لا يعلم مستقبل زمانك ولا شقاوتك وسعادتك فيما يأتي في أيام حياتك إلا الله تبارك وتعالى، فلا ساحر ولا مشعوذ ولا كاهن ولا دجال بيده ذلك، ولو سمي هذا علما مثل قراءة الأبراج.
ذات صلة: حكم قراءة الفنجان والكف على سبيل الجد أو للتسلية
حكم قراءة الابراج للتسلية
ويعتقد البعض أن حكم قراءة الأبراج دون الإيمان بها مختلف، والصحيح أن قراءة الأبراج للتسلية ولغيرها محرم، فالنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك؛ لأنها من أعمال الجاهلية، وقد جاء عند أبي داود فيما روى عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد".
وعلى هذا فإن تعلم الأبراج أو القراءة فيها سواء على سبيل الجد أو التسلية كله لا يجوز، ومما لا يجوز بالمسلم الذي يحمل عقيدة صافية، قائمة على أن الغيب من اختصاص الرب سبحنه وتعالى، وقدمنا عليه الأدلة الكثيرة، وقائمة على الإيمان بالقدر، وعلى التوكل على الله وتفويض الأمر إليه.
والخلاصة أن حكم قراءة الأبراج دون تصديقها محرم أيضا، أما أن يأتي المسلم ويربط سعده ونحسه ومستقبله ونجاحه وفشله بأبراج، يقول أهل العلم إنه دليل على رقة في الدين وقلة في العقل، والمسلم يعتمد على الله ويترك هذه الخزعبليات ولا يصدق بها، ولا تساهل في أمور الاعتقاد، ولو على سبيل النظر والتسلية.
حكم قراءة الابراج ابن باز
الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله قال إن ما يعرف باسم علم النجوم والطالع من أعمال الجاهلية، وقد أبطلها الإسلام وفيها شرك؛ لأن بها تعلق بغير الله تعالى.
وشدد في تحذيره منها ومن حرمتها، وبجانب الأدلة التي استعرضن سلفا أتى بالحديث الدال على النهي عن الطيرة والتفاؤل والتشاؤم، فكل ما فيها حرام حتى مع عدم التصديق والاعتقاد بأن فيها علم للغيب.
حكم قراءة الأبراج فقط لمعرفة الشخصية
قراءة صفات الأبراج مسألة أخرى تهم الكثير، وهو أحد تخصصات ما يسمى علم الأبراج، ويصنف أصحابه الناس على أنهم لهم سمات شخصية معينة بحسب تواريخ ميلادهم، فيحكمون أن برج كذا يشتهر بالحكمة، وبرج كذا بالذكاء وهكذا.
الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية قال إن هذا قراءة الأبراج للتعرف على صفات الشخصية من التنجيم، والاستدلال بأحوال النجوم ومساراتها غير جائز، مستدلا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "من اقتبس شعبة من النجوم ..".
ويؤكد الشيخ أن النجوم التي تعتمد عليها الأبراج ما هي إلا مخلوقات ليس عندها خير أو شر، إن هي إلا مسخرة، والأمر كله بيد الله، والمنجمون قوم كفار أو جهال أو ظلام لا يعتمد على قولهم.
هل من يقرأ الأبراج لا تقبل صلاته؟
السؤال هذا من أهم ما يجب على المسلم الذي عهد قراءة الأبراج أن يتعلم الجواب عليه؛ حيث إن كانت قراءة الأبراج تبطل الصلاة ستفقد الإنسان ركنا من أركان الدين وهو أمر خطير.
واشتملت السنة النبوية المطهرة على جواب هذا، فقد ورد في صحيح مسلم عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما".
والحديث الثاني عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".
وهذا ليس دليل فقط على أن قراءة الأبراج تتسبب في بطلان صلاة من قائم بهذا الفعل لمدة 40 يوم، ولكن فيها أيضا حكم قراءة الأبراج من باب الفضول؛ لأن مجرد الإتيان للتسلية أو فضول الشخص سبيل إلى التصديق، فكان الأمر بالاتعاد تماما عن هذا الباب.
- الزيارات : 6592
- المشاهدات : 6641
- Amp : 234
- التعليقات
- الفيس بوك
- Disqus