هل يجوز أكل القراميط؟ الحكم مع الدليل وعلته

ينتشر في البلاد التي بها مياه عذبة مثل مصر نوع من الأسماك يعيش في القاع يعرف باسم سمك القرموط أو السلور، ودائما ما يدور الجدل حول حكم أكله في الإسلام.

وينتج الإشكال في مسألة حكم أكل سمك القراميط من أن هذا النوع يتغذى على أي شيء، فيأكل المخلفات والحيوانات المائية الحية والميتة، ويحذر العلماء من أكله لأنه قد يحتوي على كمية كبيرة من الميكروبات والبكتيريا، والمعادن الثقيلة التي تضر بجسم الإنسان.

ويجعل معظم أسماك القرموط بهذا القدر من الضرر؛ لأنه كما قلنا هي تخرج من الأنهار ومجاريها وليس من البحر، وحيث أنها تستقر في الأعماق فيصعب صيدها من قاع النهر، لذلك يتم صيدها من الترع والمصارف، وهي مستودع للقذارة أعزكم الله.

ويبين موقع مستجاب حكم اكل القراميط بالتفصيل من أقوال أهل العلم، والدليل عليه، والسبب في إطلاق هذا الحكم.

الأصل في أكل السمك كله أنه جائز، حتى أن بعض العلماء ذهبوا إلى جواز أكل أسماك مفترسة مثل القرش؛ لعموم قول الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة: "أحل لكم صيد البحر وطعامه"، وعموم قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "هو الطهور ماؤه الحل ميتة".

ومع ذلك فإن الفقهاء المعاصرين قالوا إنه يحرم شرعا أكل القراميط إذا حبست على أكل الميتة والفضلات؛ لأنها بذلك تعد من الجلالة التي نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن أكلها، والدليل الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وعن الجلّالة، عن ركوبها، وأكل لحمها".

إذا الضابط في حكم أكل القراميط مصدر تغذيتها، فإن كانت تتغذى على النجاسة، وهو غالب الظن إن اصطيدت من الترع والمصارف فإنها على قول الجمهور لا تحل، حتى أن أهل التخصص في علوم الأحياء المائية يسمونها خنزير البحر لهذا السبب،  وإن كانت مضمونة النظافة بأكلها ما ليس بنجس فهي حلال.

وقال بعض العلماء إن زوال سبب التحريم يكون بإمساك السمكة حية لثلاثة أيام حتى يخرج القذى من بطنها.

قد يهمك: حكم أكل التمساح.. الفصل في هل يحمه يجوز وحلال أم حرام

أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الدكتور أحمد ممدوح، في إجابته على سؤال هل يجوز أكل القرموط؟ رغم تأكيده أن القرموط نوع من أنواع الأسماك التي تعيش في المياه العذبة لتتغذى على النفايات والقاذورات، لم يذهب إلى هذا المسوغ في إصدار الحكم، وأصدر حكما مطلقا وقال إن أكله ليس حراما، وأكله يقف على إن كانت تستسيغه النفس أم لا؛ لأن البعض يراه مقززا.

ذات صلة: حكم أكل الضفدع.. رأي المذاهب الأربعة وسبب التحريم

نهى النبي صلوات الله وسلامه عليه عن تناول الجلالة عموما، وهي الحيوانات بمختلف أنواعها التي تتغذى على النجاسة فتصبح ملوثة ويتغير طعم لحمها ولبنها، وهو من باب تنزيه المسلم عن كل نجس، فالإسلام يدعو إلى التطهر.

لم يرد حديث في سنة النبي يحرم أكل القراميط على وجه الخصوص، ولكن كما أوردنا سابقا فإنه نهى عن الجلَّالة، ومن الأدلة عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبن شاة الجلَّالة".

ونقول لمن يرغب في أكل سمكة القرموط، فلا بأس إن ضمن أنها تربت في مزرعة اشتهرت بالنظافة وإطعامها الطيب فقط، أو حبسها لأيام حتى خرج الأذى منها، أو تأكد بأي شكل من نظافة مأكلها، وفيما عدا ذلك فهو محرم.