- الرئيسية
- إسلاميات
- فتاوى وأحكام
- حكم صيام الإسراء والمعراج يوم 27 رجب بالدليل
حكم صيام الإسراء والمعراج يوم 27 رجب بالدليل
يسأل المسلمون في الأسبوع الأخير من شهر رجب في كل عام عن حكم صيام الإسراء والمعراج، حيث تقرر عن أغلبيتهم أن تلك المعجزة العظيمة التي أيّد الله سبحانه وتعالى بها نبيّه، وأظهرت فضل المسجد الأقصى، وخلال رحلتها فُرضت الصلاة، قد وقعت ليلة السابع والعشرين من رجب.
وحيث أن أكثر الأقوال -مع أن ليس أي منها ثابت- تذهب إلى أن معجزة الإسراء والمعراج وقعت يوم 27 رجب مع الاختلاف في السنة، يحيي المسلمون تلك الليلة بطرق مختلفة، فقد عهدوا على مدار سنوات طويلة أن يكثروا فيها من الصلاة والذكر وقراءة القرآن والتسبيح والإتيان بالأعمال الصالحة، ومن أجلّها الصيام.
ويجيب موقع مستجاب على سؤال ما هو حكم صيام 27 رجب؟ الموافق ذكرى ليلة الإسراء والمعراج على قول أكثر العلماء، بناء آراء أهل العلم والمؤسسات الفقهية الرسمية، مع بيان أدلتهم وأسبابهم.
متى صيام الإسراء والمعراج 2023؟
عجز العلماء والمحققون في التاريخ عن الوقوف على تاريخ محدد لمعجزة الإسراء والمعراج، وذلك لأنه لا يوجد نص صحيح ورد فيه تعيين يوم أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهذا الأمر واحد من الأمور التي أضافها أهل العلم إلى الأصل الشرعي القائل بعدم جواز تعيين وقت بعبادة لم يخصها بها الشرع، في قولهم أنه لا يجوز الاحتفال بالإسراء والمعراج.
وإن كان هذا ليس موضع حديثنا، أردنا أن نوضح أن صوم يوم 27 رجب لا يعني بالضرورة أنه يوافق الإسراء والمعراج، وليلة 27 رجب لعام 1444 هجرية يقابلها من السنوات الميلادية 18 فبراير 2023.
هل يجوز صيام ليلة الإسراء والمعراج؟
لا يثبت في فضل رجب حديث، ولا هو مخصوص بعبادة من العبادات، فحينئذ يكون للإنسان أن يتعبد فيه بعبادة معينة، ويستثنى من ذلك أن فيه من الفضل ما في بقية الأشهر الحرم، وفيه من التعظيم ما فيه، وفيه من التأثيم لفعل المحرمات، ولذا يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم".
والآية معناها أن المولى سبحانه وتعالى حرّم في تلك الإنسان ظلم الإنسان لنفسه وظله لغيره، فيحرم على الإنسان تحريما أشد تغليظا من غيره، أما بالحسنات فإن مقتضاه تعظيم العمل الصالح، ولكن لم يدل دليل على عبادة معينة يأتي بها المسلم في رجب.
ويشمل ذلك ما يقال في العمرة في رجب، فلم تثبت عن الرسول، ولا قيام ليلة بعينها سواء أكان ذلك في ليلة السابع والعشرين، ولا في نصفه، ولا تخصيص يوم من أيامه بصيام.
والقاعدة الفقهية تقول إن تخصيص يوم بعبادة معينة محله التوقيف، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما جاء في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
ولا يمنع ما تقدّم صيام يوم السابع والعشرين من شهر رجب، بل يشرع أن يُصام، ولكن مع اليقين بأنه كغيره من سائر الأيام، أما الاعتقاد بأنه سنة عن النبي أو في صيامه خصوصية ارتباطا بذكرى الإسراء والمعراج، فهذا لم يرد فيه شيء صحيح.
ذات صلة: حديث صحيح عن الإسراء والمعراج كامل يروي قصة الإسراء والمعراج
حكم صيام 27 رجب دار الإفتاء المصرية
نشرت الدار فتوى بخصوص حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج، وقالت إنه لا مانع منه شرعا، وعدّته من الأمور المستحبة، مستدلة على ذلك بحديث ضعيف يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ: "من صام يوم سبع وعشرين من رجب كتب الله له صيام ستين شهرا".
وقالت الدار إنه بالرغم مما في الحديث من ضعف، فإنه يعمل به في فضائل الأعمال على ما هو مقرر عند الفقهاء في مثل ذلك.
وأشارت دار الإفتاء في فتواها عن حكم صيام يوم الإسراء والمعراج إلى نصوص لبعض الفقهاء قالت إنها دليل على استحباب صيام هذا اليوم؛ لما له من فضل عظيم، على حد وصفها.
وقالت الدار إن من هؤلاء الإمام أبو حنيفة؛ كما نقله عنه الإمام القرافي في "الذخيرة" (2/ 532)، والإمام ابن حبيبٍ وغيرُه؛ كما ذكره العلامة خليل في "التوضيح" (2/ 461)، والإمام الغزالي، والإمام الحطاب.
والخلاصة أنه يمكن صيام هذا اليوم دون النظر إلى موافقته الاسراء والمعراج من عدمه، للخروج من شبهة الوقوع في بدعة، ففي الشريعة الإسلامية هناك أيام الصيام فيها واجب على المسلمين، وهي أيام رمضان، وهناك أيام فيها الصيام مستحب مثل يوم عرفة، والإثنين والخميس، وغيرها الكثير، بل إن الصوم مستحب في كل وقت.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من صام يوما في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا".
وهناك نوع ثالث، وهي الأيام التي يحرم فيها الصيام، وهي يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، وأيام التشريق الثلاثة، وما عداها لا حرج فيه، ومنها 27 رجب، ولكن ليس فيه من الأجر ما هو أعظم من غيره، والله سبحانه يجزي المتقين العابدين كما يشاء، وقد يعطي فيه لأحد ما لا يحصل عليه غيره، والله أعلم.
قد يهمك: دعاء ليلة الإسراء والمعراج مكتوب وأفضل الأدعية المستجابة
- الزيارات : 1466
- المشاهدات : 1424
- Amp : 85
- التعليقات
- الفيس بوك
- Disqus