حكم تحديد نوع الجنين.. هل هو حلال أم حرام؟

تحديد نوع الجنين من الأمور الفقهية المستحدثة، وهي من القضايا الفقهية المعاصرة، التي كان لزاماً على علماء الأمة الإسلامية، أن يبادروا إلى التحدث عنها، وإيضاح ما التبس على المسلمين فيها من أمور شرعية.

والمقصود بتحديد نوع الجنين هنا هو تحديد ما إذا كان الجنين ذكراً أو أنثى عبر تدخل طبي حديث صنع خصيصاً لهذا الغرض.

ويلجأ البعض إلى هذا الأمر أحياناً في أنه يريد أن ينجب طفلاً واحداً فقط، ويتمنى أن يكون هذا الطفل ذكراً فقط أو أنثى فقط، كل على حسب قناعاته وأفكاره.

كما أن البعض من هؤلاء يكون لديه أناث فقط أو ذكور فقط، ويريد أن يكون مولوده القادم بنوع عكس ما لديه من أبناء.

تحدثت دار الإفتاء المصرية حول قرار تحديد نوع الجنين، بأنه أمر جائز شرعاً ولا يتعارض مع مشيئة الله سبحانه وتعالى.

الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال:" الله تعالى قد خلق الإنسان خلقاً متوازناً فجعله زوجين: ذكراً وأنثى، وميز كلاًّ منهما بخصائص تتناسب مع الوظائف التى أقامه فيها.

وأضاف أمين الفتوى خلال لقاء تلفزيوني، أن الله سبحانه وتعالى بين أن هذه هى طبيعة الخلق التى تقتضى استمراره، فقال تعالى: يا أيها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكم الذى خَلَقَكم مِن نَّفسٍ واحِدةٍ وخَلَقَ منها زَوجَها وبَثَّ منهما رِجالا كَثِيرًا ونِساءً واتَّقُوا اللهَ الذي تَساءَلُونَ به والأَرحامَ إنّ اللهَ كان عليكم رَقِيبًا.

وقال تعالى: وأَنَّه خَلَقَ الزَّوجَينِ الذَّكَرَ والأُنثَى مِن نُطفَةٍ إذا تُمنى.

وقال تعالى: ومِن كُلِّ شَيءٍ خَلَقنا زَوجَينِ لَعَلَّكم تَذَكَّرُونَ.

وذكر شلبي أن هذا التنوع في الخلق والتوازن في الطبيعة هو ما اقتضته حكمة الله تعالى العليم بكل شيء والقدير على كل شيء.

قال تعالى:"للهِ مُلكُ السَّمَواتِ والأَرضِ يَخلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لمَن يَشاءُ إناثًا ويَهَبُ لمَن يَشاءُ الذُّكُورَ أو يُزَوِّجُهم ذُكرانًا وإناثًا ويَجعَلُ مَن يَشاءُ عَقِيمًا إنَّه عَلِيمٌ قَدِيرٌ".

تحدث العلماء  عن جواز اختيار نوع الجنين بما ينصح به المختصون فى ذلك، مثل اختيار نوع الغذاء، أو توقيت الجماع قبل التبويض أو أثنائه، أو غربلة الحيوانات المنوية، أو غير ذلك من الأساليب التي يعرفها أهلها.

وقال العلماء أنه طالما كانت الأمور السابقة حلال شرعاً فلا مانع  كذلك من أنه يجوز التعامل المجهرى مع الكروموسومات والمادة الوراثية DNA لنفس الغرض.

اقرأ أيضًا: دعاء لحفظ الجنين وتثبيته وحمايته من الحسد والتشوهات مكتوب

تحدث العلماء عن تحديد نوع الجنين ذكراً قبل الحمل في أنه لا حرج في تحديد جنس المولود إن روعيت في ذلك الضوابط الشرعية.

بل إن كل ما يوجد من ذلك سواء كان بالطريقة المعتادة، أو بالطريقة المخبرية إنما هو بإرادة الله وقدره.

ولا حرج على المسلم في أن يطلب شيئا من زينة الحياة الدنيا ما دام من سبيل مشروع، وإنما يتوجه ذم طلب الدنيا في بعض الآيات في حق من يطلبها بطريق غير مشروع أو يغله ذلك عن الآخرة.

قد يهمك: زكاة الفطر عن الجنين حكمها وهل واجبة عن الحمل في بطن أمه أم لا؟

قال الشيخ عثمان الخميس إن انصراف الناس إلى هذا الأمر هو أمر خطأ، حيث تدفع بعض المبالغ مقابل هذا الأمر، ولكنه أمر جائز شرعاً.

وقال خلال إجابته على أحد أسئلة الحضور في إحدى ندواته العلمية إن الأطباء تحدثوا عن هذا الأمر في أن نسبة النجاح 90%، فإذا أردت ذكراً أو أنثى سيحدث ذلك بنسبة كبيرة.

ولكن قد يكون الذكر أفضل من الأنثى وقد تكون الأنثى أفضل من الذكر، لكن الأمر جائز شرعاً في كل الأحوال، ولكن الأفضل أن يطلب الإنسان أن تكون ذريته صالحة وفقط دون تحديد النوع.

قال الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء، إن تحديد نوع الجنس للجنين من قبل الوالدين بعملية الحقن المجهري جائز ولا حرج فيه.

وأضاف فضيلته بأن "تحديد جنس الجنين للحاجة يجوز وهو نعمة من نعم الله لأن بعض الناس عندهم أولاد وهناك نساء لديهم بنات وتريد أن يكون لها ولدا".

لم يختلف رأي الأزهر الشريف عن رأي علماء الأمة في قضية تحديد نوع الجنين سواء كان ذكراً أم أنثى.

وقال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إنه لا يوجد في الشرع الإسلامي الحنيف ما يمنع من تحديد جنس ونوع الجنين.

واشترط الأزهر عدة ضوابط لابد من اتباعها ومراعاتها عند إجراء هذا التحديد، منها، أن تكون هناك حاجة ماسة إلى هذا التحديد، كأن تكون ذريته كلها بنين وهو يريد البنات، أو العكس.