حكم أكل الأخطبوط.. هل يجوز أم هو محرم؟

لا تصح حياة المسلم دون العودة إلى الله سبحانه وتعالى، والبحث عن أوامر الله ونواهيه في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا، لنفوز برضوان ربنا، في يوم "لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"، ومن الأحكام التي تهم كل مسلم وتطرأ علينا هي تلك المتعلقة بـ "حكم أكل الأخطبوط.. هل يجوز أم هو محرم؟

ذهب الإمام ابن باز رحمه الله إلى ما ذهب إليه علماء الأمة من أنه يجوز أكل الأخطبوط، واستدل بما استدل به أهل العلم، من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، كما أجاب الدكتور عبدالله بن محمد الطيار، وهو من تلامذة الشيخ ابن باز، إلى جواز أكل الأخطبوط.

اقرأ أيضًا: حكم أكل الضفدع.. رأي المذاهب الأربعة وسبب التحريم

تحدث أهل العلم عن حكم أكل الأخطبوط في الإسلام، فلم يجدوا حرجاً في أكله، واستدلوا على ذلك بالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

فمن القرآن، قول الله تعالى عن البحر " أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ"، أما قول النبي صلى الله عليه وسلم عن البحر، فقال، "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته".

اقرأ أيضا: حديث إذا كان يوم حار ألقى الله سمعه وبصره.. هل يمكن ترديده في الحر الشديد؟

ومعناه أن كل ما يخرج من البحر فهو حلال حتى لو كان ميتاً، والمقصود بها الكائنات التي تعيش داخل البحر وليست دخيلة عليها، ومن الكائنات التي تعيش داخل البحر هي الأخطبوط، إذا فأكله حلال.

فصل علماء الأمة حكم جواز أكل الأخطبوط حي، ووسعوا في المسألة لتشمل أموراً عدة يحتاج إليها المسلم.

وتحدث العلماء عن أكل الأسماك أو الأخطبوط أو كل ما يخرج من البحر حياً، عن أكله أو شويه أو طبخه بأي طريقة كانت، بأنه فعل محرم شرعاً، لما فيه من تعذيب لهذه الأسماك دون وجود مبرر لذلك غير الترف.

وقال العلماء أنه من الأولى انتظار أن تموت هذه الحيوانات وهو ما يحدث سريعاً عقب خروجها من الماء، وبعدها يمكنك أكلها أو طبخها كما تشاء، بشرط انتظار موتها.

وحتى يتضح الحكم بشكل كامل، فإن بعض العلماء لم يحرموه بشكل مطلق، وإنما قال بعض العلماء بكراهته، غير أن اتفاق العلماء على أنه فعل مذموم ومنهي عنه شرعاً.

قد يهمك: حكم أكل التمساح.. الفصل في هل لحمه يجوز وحلال أم حرام

قال أهل العلم عن حكم تناول الأخطبوط أنه حلال شرعاً، ما دمت تنتظر أن يموت هذا الحيوان ومن ثم تأكله، وهو من ما يخرج من البحر الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو "هو الطهور ماؤه الحل ميتته"، ولهذا أخذ العلماء هذا الحديث استناداً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم وإلى فعل الصحابة الكرام من أكل ما يخرج من البحر دون حرج.

ذات صلة: هل يجوز أكل القراميط؟ الحكم مع الدليل وعلته

أكل الأخطبوط حلال أم حرام، أجاب عنه العلماء بأنه حلال ولا حرج شرعاً في ذلك، واستدل أهل العلم بقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، "أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة".

أجاب فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الطيار، عميد كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم ووكيل وزارة الشؤون الإسلامية بالرياض عن سؤال أحد المتابعين عن حكم أكل الحبار، فقال أنه يجوز أكله.

وقال فضيلة الشيخ خلال مقطع له نشر على موقع "يوتيوب"، أن الحيوانات التي لا تعيش إلا في البحر فيجوز أكلها، أما إذا كانت تعيش في البحر والبر فيتم النظر إليها، هل تشبه ما يؤكل أم لا؟، فإن كانت تشله ما يؤكل فيجوز أكلها، أما إذا كانت لا تشبه ما يؤكل فلا يجوز أكلها.