حكم تربية الكلاب في المنزل للحراسة والصيد والتسلية

o



يألف كثيرون مصاحبة الحيوانات وقضاء الوقت معها أو استعمالها في بعض أمورهم، إلا أن هناك البعض منها يحرم اقتناءه في الدين الإسلامي، ونستعرض في هذا التقرير حكم تربية الكلاب في المنزل بمختلف أنواعها او الغرض من تربيتها سواء للحراسة أو للصيد أو للتسلية باعتباره أحد أكثر الكائنات التي تتواجد بالقرب من البشر وتنشئ معهم علاقات جيدة.

وسوف نوضح الآراء التي تحدثت عن حكم تربية الكلاب والاتجار فيها لأنه يتساءل كثيرون عن حكم تربية الكلاب وسوف نوضح هذا الأمر.


حكم تربية الكلاب



الكلاب ثلاثة أصناف وأولها العقور أي المؤذي الذي لا نفع له وهو ضار كالأسد أو الذئب فلا يمكن إدخاله البيت والله نهى عن الضرر فقال في كتابه الكريم "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وقال أيضا "ولا تقتلوا أنفسكم"، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار"، فلم يختلف الفقهاء فيه وأفتوا بالتحريم.

أما النوع الثاني وهو المعلم الذي تم تدريبه للصيد والإمساك بالفريسة من الشيء غير المستأنس، ومثال ذلك الغزالة أو الحمار الوحشي الحلال أكله، فكانوا قديما يعلمون الكلب كيف يمسك بقدمه ويطرحه أرضا حتى يأتي صاحبه ويقوم بالإجهاز عليه أو يقتله الحيوان بنفسه، وفي القرآن الكريم يقول الله تعالى "يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ".

اقرأ أيضا: حكم قراءة الفنجان والكف على سبيل الجد أو للتسلية

وعلى هذا يجوز اقتناء الكلب المعلم المجهز للصيد بنص القرآن، والتقييد في الآية الكريمة هنا بذكر الله تعالى كما في الذبح، وتدريب الكلب يستلزم ملازمته لصاحبه فترة طويلة فهو مباح، ويسري نفس الحكم على ذلك المخصص للحراسة الشخصية أو الزرع فهو مشروع.


حكم تربية الكلاب للتسلية



النوع الثالث هو الكلب الخاص بالتسلية وهو الذي يقتنيه الإنسان ليس بغرض الصيد أو الحراسة، وإنما فقط ليستأنس به أو أولاده وأهل بيته، وفيه ثلاثة آراء حرام ومكروه وحلال والتفصيل كالتالي:

الرأي الأول: اقتناء كلب التسلية محرم وهو رأي جمهور الفقهاء، ففيما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اتخذ كلبا سوى كلب صيد أو زرع أو ماشية انتقص من أجره في كل يوم قيراط"، وفي حديث آخر في مسلم عن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اقتنى كلبا إلا كلب صيد أو زرع نقص من أجره في كل يوم قيراطان"، وهناك حديث ثالث رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس وأبي طلحة أن رسول الله قال: "إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة أو تماثيل" وفي رواية "كلب أو جرس".

اقرأ أيضا: حكم تنظيف الحواجب وتهذيب الشعر الزائد ومعنى النمص

الرأي الثاني: جائز وهذا الرأي نقله أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتور سعدالدين الهلالي حينما سئل هل يجوز تربية الكلاب والاتجار فيها، فنقل عن رأي مشهور للإمام مالك، على قول بعض الفقهاء الذين فسروا الأحاديث السابقة بأن ذكر الأمثلة من أنواع الكلاب ليس حصرا، ولكل من رأى مصلحة في غيرها أن يقتنيها، وقد يعتبر البعض أن من ضمن المصالح التسلية واللعب المباح.

الرأي الثالث: مكروه تربية كلب بدون حاجة في المنزل وينقله الدكتور سعد الهلالي عن أحد أقوال الإمام مالك من باب عدم وجود دليل قاطع يمنع.

وبهذا نكون قد استعرضنا لكم حكم اقتناء الكلاب في البيوت وشرحنا ما قول العلماء وما حكم تربية الكلاب في البيوت وفنّدنا رأي العلماء حول حكم تربية الكلاب في المنازل ما بين من قال بالتحريم وهم جمهور الفقهاء ومن قال في حكم اقتناء الكلب أنه يجوز اقتناء الكلاب مثل الدكتور سعد الدين الهلالي.

ومن قال بتحريم تربية الكلاب والاتجار فيها اعتبروا أن هذا الحكم هو حكم تربية الكلاب لغير حاجة إذ أن التسلية بالكلب يعد اقتناء لغير الحاجة، لأن الحاجة إلى الكلب كما وضحنا تكون للصيد أو للحراسة.

وأخيرا إن حكم تربية الكلاب على رأي الجمهور هو غير جائز إذ أن حكم تربية الكلاب لغير الحاجة أو حكم تربية الكلاب للتسلية اتفق الجمهور أنه لا يجوز، وقالوا في حكم تربية الكلاب لحراسة المنزل فقالوا إنه يجوز كذلك قالوا يجوز تربية الكلاب للصيد، لكنهم منعوا تربية الكلب في المنزل للتسلية وقالوا لا يتم تربية الكلب إلا لحاجة أو إلا لمصلحة مثل الصيد والحراسة.

o




  • الزيارات : 5009
  • المشاهدات : 4087
  • Amp : 1077

i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X